عبد الرحمن دركزللي

Linguistic studies. Short Stories. Literary. Grammer

صورتي
الاسم:
الموقع: الإمارات العين, الجمهورية العربية السورية حلب, Syria

مدرس اللغات القديمة بجامعة حلب، معار إلى جامعة الإمارات، 0507301891 adarkazalli@uaeu.ac.ae يرجى استخدام الوصلة التالية للاطلاع على مقالات أدبية وقصص مترجمة للمؤلف http://darkazalli.blogspot.com

2007/07/08

نشــأة اللغـة


نشــأة اللغـة
د. عبد الرحمن دركزللي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ دور اللغة في حياة البشر وغموض نشأتها:
تضطلع اللغة بدور بارز في حياة البشر، فهي أداة لنقل الفكر، ووسيلة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وهي عامل من عوامل البعث القومي، ووعاء لحفظ التراث، وهي ـ فوق ذلك ـ اختزال رمزي للواقع يمكّن الإنسان من التفكير والإبداع بأقل الجهود.
وقد حظيت اللغات ـ في كل مكان ـ بالعناية البالغة، والدراسة العميقة، سواء من حيث الأصوات أم النحو أم الصرف. إلا أن طريقة نشوئها ظلت سراً غامضاً ولغزاً محيراً إلى يومنا هذا. فمن منا يستطيع أن يعرف كيف نطق الإنسان الأول بألفاظ مفهومة؟!..
2ـ البحث اللغوي عند القدماء:
بوسعنا أن نقول: إن نظرة القدماء إلى اللغة اتسمت بثلاث سمات: القدسية، الأحادية، الشمول.
القُدْسية: فاللغة ـ بما فيها من روعة وجمال ودقة وإعجاز ـ بهرت الناس وسحرتهم، كما دفعتهم إلى الاعتقاد بأنها هبة من الله، وليست من اختراع البشر. وفي العهد القديم إشارة إلى هذه الحقيقة: >وقال الرب الإله: لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فلأصنع له عوناً بإزائه. وجلب الرب الإله، من الأرض، جميع حيوانات البرية، وأتى بها آدم ليرى ماذا يسميها ؟ فكل ما سماه به آدم من نفس حية فهو اسمه. فدعا آدم جميع البهائم، وطير السماء، وجميع وحش الصحراء، بأسماء<([1]).
الأُحادية: واعتقد القدماء أن اللغة ـ في الأصل ـ واحدة، ولكنها انشعبت ـ فيما بعد ـ إلى لغات عدة. ويشهد على هذا تلك الأسطورة التي نسجوها حول برج بابل، فالبشر فزعوا من الموت، وهالهم أن تؤول حياتهم إلى الفناء، ففكروا بحيلة تدفع عنهم غائلة الموت، فكانت بناء برج بابل: >وكانت الأرض كلها لساناً واحداً، ولغة واحدة، وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا بقعة من أرض شنعار، وسكنوا هنالك، وقال بعضهم لبعض: هلم نصنع لبناً، ونشويه شياً. فكان لهم اللبن مكان الحجر... وقالوا: هلم نبي لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء، ونصنع لأنفسنا اسماً لئلا نتبدد على وجهه كلِّ الأرض. ونَزَلَ الربُّ لِينْظُرَ المدينةَ والبُرْجَ اللذين كان بنو آدمَ يَبْنُونَهُما. وقال الربُّ: هذا شعبٌّ واحد، ولسانٌ واحدٌ لجميعِهم، وهذا ابتداؤهمْ بالعمل، والآن لا يمتنعُ عليهم ما يُنْوُونَ أَنْ يعملوه. هلمّ نَنْزل ونبلبل هناك لسانَهم، حتى لا يسمعَ بعضُهم لسانَ بعضٍ. فبدّدهم الربُّ هناك على وجهِ كل الأرض، فكَفُّوا عن بُنيان المدينة، لذلك دُعِيَ اسمُها: بابلَ< ([2]).
الشُّمول: كان الإنسانُ القديمُ ـ على ما يبدو ـ يقولُ بِقُدْرةِ جميع المخلوقات على الكلام. فالمِصْريّون القدماء، وأهالي الإنكا Inkas بجنوب أمريكا اعتقدوا بوجود لغة الطير Language of birds . كما أشار الكيميائيُّ فولكانلي Fulcanelli إلى أنّ الاعتقادَ بلغة الطير كان معروفاً عند القدماء: >إن أولئكَ الكُتّابَ القلائلَ الذين تَحدّثُوا عن لغة الطير يجعلون لها المقامَ الأوّلَ في نشوء اللغة، حتى إنّهم اعتقدوا أنّ آدم استعملَها ـ بأمر الله ـ لِيُطْلِقَ أسماءً مناسبةً على البشر والمخلوقات< ([3]).
وقد أيّدتِ الدراساتُ المُعاصِرةُ وجودَ لغاتٍ عند الحيوانات والحشرات. وفي القرآن إشاراتٌ متعدّدة إلى قُدْرةِ الطيور والحشرات على الكلام. { }([4]). { }([5]). { }([6]).
3ـ هدم نظرية التوقيف:
وما تَقَدّمَ يظهر أَنّ القُدامى اعتقدوا بأنّ اللغةَ وحيٌ إلهيٌّ، أو هبة سماوية مَكّنتِ الإنسانَ من التفاهُم والتواصُل. وهذا المفهوم للغة يُدعى بنظرية التوقيف. وبها قال من الأعاجم هراقليطسُ ودوبونالدُ وتوماسُ الإكويني. وبموجب هذه النظرية تكون العلاقةُ، بين لفظ الكلمة ومدلولها، حتميةً واجبةً، فالكلمةُ ليست مجردَ صوت وُضِع للشيء اعتباطاً، وإنما هي مُوحِيةٌ به، ودالّةٌ عليه بالضرورة. وقد عَرَضَ علينا أفلاطون رأيَ هراقليطس على لسان قراطيلس: >يُوجَد، بالطبيعة، اسمٌ صحيحٌ لكلّ كائنٍ في الحياة؛إذِ الكلمةُ ليست تسميةَ يُطْلِقُها البعضُ على الشيء بعد التواطُؤ، ولكنْ ثَمّة، بالطبيعة، لليونانيين والبرابرة، طريقةٌ صحيحةٌ للتدليل على الأشياء هي ذاتُها عِنْدَ كُلِّ الناسِ<([7]).
أما العرب فقد انقسموا فريقين: فريقٍ يقول بالتوقيف، وفريقٍ يقول بالاصطلاح.
فالجاحظ كان من القائلين بالتوقيف. إذْ ذهبَ إلى أن الله فَتَقَ لسانَ إسماعيلَ بالعربية ليكون دليلاً على نُبُوّتِه: >وقد جعل اللهُ إسماعيلَ ـ وهو ابن أَعْجَمَيْنِ ـ عربياً ، لأن الله لما فتقَ لَهاتَهُ بالعربية المُبينةِ على غير النشوء والتمرين... جعل ذلك بُرْهاناً على رسالته، ودليلاً على نبوته، وصار أحقَّ بذلك النَسَبِ، وأَوْلى بشرفِ ذلك الحَسَب<([8]).
كما كان أبو علي الفارسيُّ من المُعتقِدين بالتوقيف، بشهادة تلميذه ابنِ جني في الخصائص: >إن أكثر أهل النظر على أن أصلَ اللغة إنّما هو تواضُعٌ واصطلاح، لا وَحْيٌ وتَوْقيفٌ. إلا أنّ أبا علي ـ رَحِمَهُ الله ـ قال لي يوماً: هي من عِند الله. واحتجّ بقوله ـ سُبحانَهُ ـ { } < ([9]).
على أن العلاّمةَ ابنَ فارسٍ وهو رأسُ القائلين بالتوقيف، صَرَّحَ في كتابه ″ الصاحبي " قائلاً: >أَقولُ إنّ لغةَ العربِ توقيفٌ، ودليلُ ذلك قولهُ ـ جل ثناؤه ـ : { }، فكان ابنُ عباس يقول: علّمه الأسماءَ كلَّها، وهي هذهِ الأسماءُ التي يَتَعارفُها الناسُ مِن دابّة وأَرْضٍ وسَهْلٍ وجَبَلٍ وجمَلٍ وحِمار وأشباهِ ذلكَ من الأُمَمِ وغيرِها< ([10]).
وتنحصر أدلّةُ أصحاب نظرية التوقيف في ثلاثة أمور:
1ـ أنّ اللغةَ ـ لو كانتِ اصطلاحاً ـ لاحتاج المصطلحون إلى لُغةٍ بها يُعبِّرون: >لا بُدّ من التوقيف في أصل اللغة الواحدةِ لاستحالة وُقُوعِ الاصطلاح على أول اللغات من غيرِ مَعْرفةِ المُصْطلِحين بعينِ ما اصطلحوا عليه< ([11]).
2ـ أننا لم نسمع بقوم اجتمعوا من قبلُ لغَرَضِ الاصطلاح، قال ابنُ فارس: >وخَلّةٌ أُخرى أنّه لم يَبْلُغْنا أنّ قوماً من العرب في زَمانٍ يُقَارِب زماننا أجمعُوا على تسمية شيء من الأشياء مُصْطلِحين عليه، فكُنّا نستدلّ على اصطلاحٍ قد كان قَبْلَهُم<([12]).
3ـ أنه لو لم تكن العلاقةُ، بين الاسم ومدلولهِ، ضروريةً لكان تخصيصُ الاسم بالمُسمّى ترجيحاً من غير مُرجِّح. قال عباد الصيمريّ: >إنه لو لم تكن هناك علاقةٌ ضَروريّةٌ وطبيعيةٌ ، بين اللفظ والمدلول، حملتِ الواضعَ على أن يضعَ هذا الاسمَ لهذا المُسمّى، لكان تخصيصُ الاسمِ المُعَيَّنِ بالمُسمَّى المُعَيَّنِ ترجيحاً من غيرِ مُرَجِّح<([13]).
إلا أنّ نظريةَ التوقيف هذه أثارتْ رّدَّ فعلٍ عنيفاً عليها من قِبَلِ جماعةٍ أُخرى قالتْ بأنّ اللغةَ جاءت عن طريق الاصطلاح والتواطُؤ convention . فاللغةُ ـ عندّهم ـ ضَرْبٌ من العَقْدِ الاجتماعيّ اللازم لِضَرُورة العيش. ومن القائلين بالاصطلاح، عند الأعاجم، ديموقريطسُ الذي رفضَ أن تكون الألفاظُ ـ لِضَرُورة العيش. ومن القائلين بالاصطلاح، عند الأعاجم، ديموقريطسُ الذي رفضَ أن تكون الألفاظُ ـ بالضرورة ـ مُعبِّرة عن مدلولاتها. وقد ذهب مذْهَبَه كثيرٌ من المُفكِّرين في الغرب، مثل: لوك وكوندياك وآدم سمث ، فقرّروا أنّ اللغة ليست هِبةً من لَدُنِ الله، وإنما هي من صُنْع البَشَر، حَفَزَهُم إليها أسبابٌ وضروراتٌ اجتماعيّةٌ. وقد شنّ الاصطلاحيون هجوماً عنيفاً على أصحاب التوقيف، وأَبْرَزُ آرائِهم هي:
1ـ أنّ الألفاظ لا تدُلُّ ـبالضرورة ـ على المُسمَّى، وإنما هي اصطلاح: >إنّ الاسم الذي نُطلِقه على الشيء هو الاسمُ الصحيح، فإذا استعضنا عنه أتى الثاني صحيحاً كالأول. نُغَيِّرُ أَسماءَ عبيدِنا دون أن يكون الاسمُ الجديدُ أقلَّ حظّاً ـ في الدِّقّة ـ من السابق. لأن الطبيعةَ لا تأخذُ على عاتقِها أَنْ تُطلِقَ أسماءً خاصةً ، فالتَسْمِيةُ وليدةُ التَّكْرارِ والعادةِ عندَ الذين زَاولُوا فِعْلَها< ([14]).
2ـ أن تَنَوُّعَ اللغات يَشْهَدُ على عدم وجود علاقة حتميَة بين الاسم والمسمى. وقد عبّر عن هذه الفِكرةِ كمالُ يوسف الحاجّ بقوله: >فلو كانت العلاقةُ بين اللفظ والشيء حتميةً جَبْريّة لتكلّم الناسُ لُغَةً واحدةً، ولأثارتِ الكلمةُ عينُها في أذهانِ الكُلِّ المَعْنى ذاتَهُ<([15]).
3ـ ثم إنّ وجودَ الأضدادِ والمُترادِفات في اللغة يشهدُ على عدم وجود ارتباطٍ حَتْميّ بين اللفظ ومدلوله. وقد عبّر عن هذه الفِكْرةِ الجمهور بقوله: >ولو كان بين اللفظ وما يَدُلُّ عليه علاقةٌ ذاتيّةٌ مُوجَبة لاهتدى كلُّ إنسانٍ إلى كل لغة ولَمَا صحّ وضْعُ لفظٍ للضدين، كالقُرْءِ لِلحَيْض والطُهْر، والجَوْنِ للأبيض والأسود... ولو كان الأمرُ كذلك لما كان للشيء الواحدِ أسماءُ متعدِّدة<([16]).
أما كيفية الاصطلاح والتواطؤ فقد تخّيلَها ابنُ جني على النحو التالي: >ذلك بأنْ يجتمعَ حكيمان أو ثلاثةٌ فصاعِداً، فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياءِ المَعْلُومات، فيضَعُوا لكلّ واحدةٍ منها لفظاً إذا ذُكِر عُرِفَ به مُسمّاه، ليمتازَ عن غيره، ويُغْنيَ بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين، فيكونَ ذلك أقربَ وأَخَفَّ وأسهَل من تَكلُّفِ إحضارهِ لِبُلوغ الغَرَض في إبانةِ حالهِ<([17]).
ورَجَعَ ابنُ جنّيْ ثانيةً فَشَرَحَ لنا كيف يكونُ التواضُعُ: >فكأنهم جاؤوا إلى واحدٍ من بني آدمَ، فأَومؤوا إليه، وقالوا: إنسانٌ ، إنسانٌ، إنسانٌ... فأيَّ وقت سَمَع هذا اللفظَ علِمَ أنّ المُرادَ به هذا الضربُ من المخلوق، وإن أرادوا به سِمةَ عينهِ أو يدِه، أشاروا إلى ذلك، فقالوا: يدٌ، عَيْنٌ، رأسٌ ، قَدَمٌ، أو نَحْوُ ذلك، فمتى سُمِعَتِ اللفظةُ من هذا عُرِف مَعْنِيُّها، وهَلُمّ جَرّاً<([18]).
إنّ نشوبَ الخلاف بين أهل التوقيف وأهل الاصطلاح دعا فريقاً آخرَ من الناس لاتخاذ موقف وَسَطٍ، وهم أصحابُ نظريةِ التوفيق. وهَدَفُ هؤلاء الحِفاظُ على مبدأ النقْل ومبدأ العَقْل معاً. وممن قال بذلك من الأعاجم غريغوريوس: >أنْ يكونَ اللهُ قد وَضَعَ في الطبيعة البشرية كلَّ ملكاتها المألوفةِ فهذا لا يَعْني أنّه عِلّةُ كُلّ الأفعال المُباشَرةِ التي نقوم بها. أجلْ، لقد وَضَعَ فينا الملكاتِ المحقّقةَ للأفعال الأخرى، لكننا نحن البانون لا هو. هكذا قُلْ عن اللغة، فهي قُوّةٌ، عَمَلُ الذي جَبَلَ طبيعَتنا، إلا أنّ خَلْقَ الأسماء للأشياء يعودُ للإنسان وَحْدَهُ<([19]).
وراح أصحاب التوفيقِ يُفسِّرون كيف نشأتِ اللغةُ من طريقين، هما: التوقيفُ والاصطلاح. فاخترعوا نظرياتٍ لفّقوها تلفيقاً. ومن هؤلاء أبو إسحاق الإِسْفَرَايِينيّ: >زعم الأستاذُ أبو إسحاقَ الإِسْفَرَايِيْنيُّ أن القَدْرَ الذي يدعو به الإنسانُ غَيْرَهُ إلى التواضُع يَثْبُتُ توقيفاً، وما عدا ذلك يجوز أَنْ يَثْبُتَ بكلّ واحدٍ من الطريقين< ([20]).
ورَجّحَ ابنُ حَزْم ٍفي كتابه "الإحكام" أنّ أصلَ اللغات التوقيفُ من الله تعالى. ولكنْ أعلنَ عن مذهبه في التوفيق: >ولا نُنْكِرُ اصطلاحُ الناسِ على إحداث لغاتٍ شتّى بعد أن كانتْ لغةٌ واحدةٌ وُقِّفُوا عليها، وبها عُلِّموا ماهيّةَ الأشياء وكيفياتها وحُدودَها. ولا ندري أيُّ لغةٍ هي التي وُقِّفَ آدمُ ـ عليه السلامُ ـ عليها أوّلاً<([21]).
والشيء الذي انتهى إليه البحث عند العرب يمكن تلخيصُه في أنّ الجمهور الأعظمَ من الصحابة والتابعين من المُفسِّرين على أنّ اللغاتِ كلَّها توقيفٌ من الله تعالى. أما أهلُ التحقيق فقد أَجمعوا على أنّه لا بُدّ من التوقيف في أصلِ اللغة لاستحالة وقوعِ الاصطلاح من غير معرفةِ المصطلحين بعين ما اصطلحوا عليه، وإذا حَصَلَ التوقيفُ على لغة واحدةٍ جاز أن يكون ما بعدَها من اللغات اصطلاحاً، وأن يكون توقيفاً، ولا يُقْطَع بأحدهما إلا بدلالةٍ. وأما المعتزلةُ فإنهم كانوا يقولون بالاصطلاح والتواضُع ([22]).
واختلفوا في لغة العرب، فمنهم من قال: هي أولُ اللغات، وكلُّ لغةٍ سواها حدثتْ بعدُ، إما توقيفاً أو اصطلاحاً. واستدلوا بأن القرآنَ كلامُ الله، وهو عربيٌّ، وهو دليلٌ على أنْ لغةَ العرب أسبقُ اللغاتِ وُجُوداً ([23]).
وقد ظهر فريقٌ رابعٌ هو فريق المُتوقِّفين. وهم الذين لم يقطعوا برأيٍ حاسم. وخيرُ من يمثله ابنُ جِنّيْ: >واعلمْ ـ فيما بعدُ ـ أَنّني، على تقادُم الوقت، دائمُ التنقيرِ والبحْث عن هذا الموضع، فأَجِدُ الدواعيَ والخَوالجَ قويّةَ التجاذُبِ لي، مختلفةَ جهاتِ التَغَوُّل على فِكري. وذلك أنني إذا تأملتُ حالَ هذه اللغةِ الشريفةِ الكريمة اللطيفةِ، وجَدَتُ فيها من الحِكْمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملِكُ عَليَّ جانبَ الفِكر، حتى يكادُ يطمحُ به أمامَ غَلْوَةِ السِّحْر، فَمِن ذلك ما نبّه عليه أَصحابُنا ـ رَحِمَهُم اللهُ ـ ، ومنه ما حَذَوْتُه على أَمثلتِهم، فَعَرَفْتُ ـ بتتابعه وانقيادِه وبُعْدِ مَراميه وآمادِه ـ صِحّةَ ما وُفِّقُوا لتقديمه منه، ولُطْفَ ما أُسعدوا به، وفُرِقَ لهم عنه، وانَضافَ إلى ذلك واردُ الأخبارِ المأثورةِ بأنّها من عندِ الله تعالى، فَقَوِيَ في نفْسي اعتقادُ كونِها توقيفاً من الله سُبحانَه، وأَنّها وَحْيٌ.
ثم أقولُ في ضِدّ هذا: إنّه ـ كما وَقَعَ لأصحابنا ولنا، وتنبهوا وتنبهنا على تَأَمُّلِ هذه الحِكْمةِ الرائعةِ الباهرة ـ كذلك لا نُنكِر أَنْ يكونَ الله تعالى قد خَلَقَ من قَبْلِنا، وإنْ بَعُدَ مَداه عنّا، مَن كان ألطفَ منّا أَذْهاناً، وأَسْرَع خَواطرَ، وأجرأَ جَناناً، فَأَقِفُ بين تَيْنِ الخَلَّتينِ حسيراً، وأُكاثِرُهما فأَنكفِئُ مَكْثوراً، وإنْ خَطَرَ خاطرٌ ـ فيما بعدْ ـ يُعْلِقُ الكَفَّ بإحدى الجهتين، ويكفُّها عن صاحبتها، قُلْنا به، وباللهِ التوفيقُ<([24]).
ومما تقدّم نرى أنّ نظريةَ التوقيف تصدّعت وسرى الشكُّ فيها.
4ـ البحث اللغوي منذ القرن التاسع عشر:
ويقوم على هدْم مفهوم الأصل الواحد للغة، وفتحِ المجال أمامَ العقل لتقديم نظريات حديثة، ومحاولةِ الوصول إلى كيفيّة نشوء اللغة من خلال المقارنة.
هدم مفهوم الأصل الواحد للغة: لئن كان العرب يرون أنّ لغتهم أقدمُ اللغات، فإن اليهود يرون أن لغتهم أقدمُ، ومنها تفرّعت سائرُ اللغات بالنظر إلى كونها لغةَ الوَحْي الإلهيّ. ولكنّ الفيلسوفَ لايبنتز انتقد هذه النظرية بشِدّة، وطالب بالإقلاع عن فكرةِ أنّ أصل اللغات كلِّها لغةٌ واحدة. وهذا ما جعل العلماء يتّجهون إلى أمرين:
الأول: ابتكارُ نظريات حديثة للتكهُّن بأصل اللغات.
الثاني: تصنيفُ اللغات في زُمَر، والبحثُ عن السِّمات المشتركة فيها للتوصل إلى معرفة كيفية نشوئها.
أما النظريات الحديثة فكثيرة، وأهمها:
1ـ نظرية البَوْ ـ وَوْ Bow-wow : التي تذهب إلى أن الألفاظَ نشأتْ من مُحاكاة أصوات الطبيعة، مثل: نُباح الكلاب ومُواء القِطط وغير ذلك ([25]). ومن العجيب أن ابن جني في الخصائص أشار إليها، فلِمَ يُنكرونَ فَضْلَهُ وسَبْقَه ؟‍! وهذا نصُّ ما قاله: >وذَهَبَ بعضُهم إلى أنّ أصلَ اللغات كلِّها إنما هو من الأصوات المَسْموعات، كَدَوِيّ الريح، وحنين الرعدِ، وخرير الماءِ، وشَحيج الحِمار، ونَعيق الغُراب وصَهيل الفَرَس، ونَزِيب الظبْي ، ونحوِ ذلك، ثم وُلِدتِ اللغاتُ عن ذلك فيما بعدُ. وهذا عندي وَجْهٌ صالح، ومَذْهَبٌ مُتَقَبَّلٌ<([26]).
وفي العصور المُتأخِّرة، دَرَسَ الشِّدْياقُ الفعلين: المضعّفَ والمكرَّرَ، فوجد أنّهما نشأا من محاكاة الأصوات الطبيعية: >إني رأيتُ أنّ معظمَ اللغة مأخوذٌ من حكاية صوتٍ... وأَنّ حكايةَ الصوت إنما تأتي من المُضعّف ، نحو: دبّ، ودفّ، ودقّ، وهزّ، وسفّ، وقرّ. وتَنَحْنُحِ الساعلِ وقَحْبِه، والعامةُ تقول: كحّه، وشخيرِ النائم وغطيطه وخطيطه، وقَهْقَهَةِ الضاحك وطخطخته وقَرْقَرَتِه وكركرته وكدكدته... وصفيرِ الصافر وطنين الطَسْتِ ونحوه، ورنين القوس وزفيفِ الريح وهُبوبها وعجيجها وتَأَجُّج النار والخَضْخَشةِ والخَشْخَشة ومَصِّ الشراب ومَزِّه وسَفّ الدواء وشخْب الحَلَب وقعقعةِ الرحى وجَعْجَعَتِها وفَرْقَعةِ الأصابع وخشخشة السلاح وصلصلةِ الحديد وزلزلة الأرض وبَقْبَقَةِ الكُوز ونشيش القِدْر وصرير البَكَرة وصريفِ الباب وحفيف الشجرة وفحيحِ الحَيّة وكشيشها وضَبْح الخَيْل وحمحمة الجَواد وهدير البعير وبُغام الظَبْية ورُغاء البعير وعُواء الذئب وزَقزقة العُصْفور ومُواء القِطّ وخريره ونَقيقِ الضفادع وزَبَط البَطّ وغيرِ ذلك مما يطولُ تَعْدادُه ويُمَلُّ إيرادُه. وهو دليلٌ على أنّ لغةَ العرب لم يكن يخطئُ سماعَها شيءٌ من مُراعاة الأصوات... ولعمري إنّ من لم يكن يدري شيئاً من لغة العرب فإذا سمِع مثلاً لفظة طَنْطَنَ ودندن وجلجل... وكان ذا ذَوْقٍ سليم فلا بُدّ أن يتوهّم أنها حكايةُ أصوات، وكلما كانتِ اللغةُ مَبْنِيّةً على هذا المبنى الطبيعيّ كانت للنفسِ أَشْوَقَ، وبالطبع أَعْلَقَ، ولو لم يكنْ لِلُغةِ العربِ إلا هذا الأسلوبُ البديعُ، ليشهدَ بأنها أَطْبَعُ اللغات وأَبْسَطُها، لَكفى<([27]).
ولئن كان هذا المذهب مُقْنِعاً فإن الباحثين ينكرونه بحُجّة أنّ الألفاظ التي تَدُلُّ بأصواتها على معانيها قليلةٌ في اللغة. قال جسبرسن: >إنّ الصلةَ وثيقةٌ بين اللفظ والمدلول في الكلمة التي هي من نوع لـ onomatopoeia ، ولكن علينا أن نَحْذَرَ من المُغالاة في هذا الشأن<([28]).
وقال دوسوسير: >من الحُمْق أن نحكمَ بوجود علاقة ضرورية بين الأصوات ومدلولاتها. أما الكلماتُ التي تُعبِّرُ بأصواتها عن معانيها فهي من القِلّة ـ في اللغات ـ ومن الاختلاف والتبايُن بحيث لا يَصِحُّ أن تُتَّخَذَ أساساً لظاهرةٍ لغوية مُطّرِدة، إنها مجردُ ألفاظٍ قليلةٍ صادفَ أَنْ أَشْبَهَتْ أصواتُها دلالاتِها<([29]).
ورمى بعضهم هذه النظريةَ بالخسّة، فقال عنها إنها تقف بالفِكر الإنساني عند حُدود حظائر البهائم والحيوانات، وتجعلُ من اللغة الإنسانية الراقية شيئاً مقصوراً على الأصوات الفِطْرية . وحاول دوسوسير دَحْضَها، فقال: >ولو كانتْ هذه العلاقةُ طبيعية، وكان كلّ لفظٍ يعبَر عن مدلوله، ويُوحِي به عن طريق المُحاكاة، لكان هنالك لغةٌ واحدة، لا لغاتٌ مختلفة. على أن الألفاظ التي تحاكي مدلولاتها، ألفاظٌ قليلة لا تَرْقى إلى مَرْتبة الإطلاقِ والتعميم على ألفاظ اللغةِ كُلِّها<([30]).
2 ـ ومن تلك النظريات نظرية البوه ـ بوهPooh-pooh : وهي نظرية يزعم صاحبها أن اللغة نشأت من صَرَخات الألم والفزع والتعب واللذة وما شابه، أي من الأصوات الانفعالية العَفْوية. وفي العربية أمثلةٌ كثيرةٌ من هذا النوع: تَأَوّهَ من >آهِ< ، تَأَفّفَ من >أُفّ<.
ولكن إذا استطاعتْ هذه النظريةُ أن تفسرَ وجودَ بعضِ الألفاظ في اللغة، فإنها تعجِزُ عن تفسير أُلوفِ الألفاظ التي اشتملت عليها اللغة.
3ـ ومن تلك النظريات نظرية الدِّنغ ـ دونغ Ding-dong ([31]): وواضعها اللغوي ماكس ميلر Max Mueller . وتقول: إن معنى الكلمة مُسْتَمَدٌّ من معاني أَحْرُفِها. وهذه النظرية عَرَفَها العربُ وأشاروا إليها. إذا لاحظ ابنُ جني أن الفاء ـ مثلاً ـ تدلُّ على الضَّعْف، ولاحظ الفروقَ بين الأصوات. وفي العصور المُتأخِّرة قام العلايلي بوضع قائمةٍ بدلالة الحروف، ولكن يؤخذ عليها أنها غير مُطَّرِدةٍ.
4ـ وهناك نظرية السينغ ـ سونغ Sing-song ([32]): التي تدّعي أن اللغة تطورت عن الأهازيج chants التي كان يُردّدها الإنسانُ القديم.
5ـ ومن ذلك نظرية اليو ـ هي ـ هو Yō-hē-hō : وتزعم أن اللغة نشأت عن الأصوات التي تصدر عن الإنسان القديم حالَ قيامِه بأعمال شاقّة كتكسير الحجر أو تجذيف المراكب أو حمل الأثقال...الخ.
6ـ ومن تلك النظريات نظرية التا ـ تا Ta-ta ([33]): وهي تزعم أن الإنسان القديم كان يتفاهم بالإشارات أصلاً، أي بتحريك اليد، أو بتعبير الوجه، وكانت تلك الحركاتُ يُصاحِبها عادةً أصواتٌ عَفْويّة معيّنة. ففي النهار كان الإنسانُ القديم يستعمل الاثنتين معاً، فإذا جَنّ عليه الليلُ اعتمد الأصواتَ فقط. وصاحبُ هذه النظرية هو ريتشارد باجت Paget .
7ـ وهنالك أخيراً نظرية العالم السوفياتي مار Marr ([34]): الذي يرى أن الكلام كان في بداية الأمر مقروناً بالإشارات، ثم استقل عنها، كما يرى أن كل التنويعات في الكلام انبثقت عن أربعة أصوات بدائية كانت تُستعمل عند الإشارة، وهي: sol, ber, yon, rock .
وفضلاً عما تقدم من نظريات حاول بعضُهم القيامَ بدراسة اللغات القديمة والبدائية فلم يظفر بنتيجة، لأنه وجد أن ما نَعُدُّه لغاتٍ قديمةً يُعَدُّ حديثاً جداً بالقياس إلى عُمر اللغة المُغرِق في القِدَم. يقول فاندريّه: >إن اللغويين يدرسون الألسنةَ التي تُتكلَّم والتي تُكْتَب، ويتتبعون تاريخَها بمساعدة أقدم الوثائق المكتشفة. ولكن ـ مهما تغلغلوا في التاريخ ـ لن يصلوا إلا إلى ألسنة قد تطورت كثيراً، وتركت خَلْفَها ماضياً ضخماً لا نعرفُ عنه شيئاً<([35]).
كما حاول بعضُهم دراسةَ لغة الأطفال لمعرفة كيفية نشوء اللغة، فأخذ يراقبُ نُمُوَّ أعضاء النُّطْقِ عند الطفل، وكيف تَكْتَسِبُ الأصواتُ دلالاتٍ ومَعانيَ في الذهن، ولكن دراسته لم تُسْفِر عن شيء لأسباب منها: أنّ الطفل يُكرّر أو يعيدُ نشأةَ اللغة، فاللغة مكتسَبةٌ لا وِراثّية، كما أنّ أعضاءَ النطق في الإنسان لم تكن أصلاً لغرض النطق، بل لأغراض جسمية، ثم إنّ لغة الطفل ليست لغة بالمعنى الدقيق، فهي ليست أفعالاً ولا أسماءً ولا جُمَلاً، إنها مجرد أصوات خام ، من طراز: دح، ونح، وبح، وكع، وأع.. وهو لا يلبث أن يَطَّرِحَها ـ فيما بعدُ ـ ليكتسب لغةَ مجتمعه، إنه يلعب دور المُقَلِّد فحسبُ([36]).
وأخيراً فالدعوة التي وجّهها لايبنتز للإقلاع عن افتراض وجود لغة واحدة، دعا الدارسين إلى الاعتقاد بوجود أُسَرٍ لغوية أو زُمَرٍ، ومما لا ريب فيه أن البحث عن السمات المشتركة القائمة بين هذه اللغات قد قدّم أساساً عِلْمياً لدراسة اللغة بصورة عامة، إلا أنه لم يُسْفِرْ عن معرفةِ كيفيّة نُشوء اللغة.
نعم، لقد أدى إلى نتائجَ جيّدة، مثل([37]):
1ـ عدد اللغات المستعملة اليوم في العالم 3000 لغة.
2ـ في أوربا وحدها يوجد 120 لغة.
3ـ هنالك 4000 لغة انقرضت، مثل السومرية والسنسكريتية واللاتينية.
4ـ وجود سمات مشتركة بين بعض اللغات، سواء في الجذور أم الأبنية أم الأصوات تدعو حقاً إلى عَدّها أسرةً واحدة. ولكن هنالك لغات فريدة تستعصي على التصنيف مثل الإتروسكية ذات التركيب النحوي الخاص.
5ـ هنالك لغات شديدة التفرع والتشعب كالهندية ـ أوربية، والسامية ـ حامية، ولكن هنالك لغات محدودة الانتشار.
6ـ من أمثلة اللغات الواسعة الانتشار اللغات الصينو ـ تايبية في جنوب شرق آسيا، ويتكلم بها أكثر من 900 مليون نسمة. واللغات الهندية ـ إيرانية ويتكلم بها حوالي 500 مليون نسمة، علماً بأنها فرع من الهندية ـ أوربية (الآرية).
7ـ إنّ أسرة اللغات الهندية ـ أوربية التي يستعملها اليوم قرابةُ نِصْف سُكّان العالم قد انبثقت في رقعة صغيرة من السهل الإيراني تمتد حتى البلطيق. والظاهر أن سكّان تلك البُقْعة قد نزحوا قبل سنة 2000 ق.م جنوباً وغرباً ناشرين لغتهم، وبعد رَدَح من الزمن تمكنت اللاتينيةُ ـ وهي مجرد لهجة صغيرة من الهندية ـ أوربية ـ أن تصل بوساطة الفتوحات إلى شتى أنحاء أوربا، ثم استطاعت فصائلُ من اللاتينية وأقسامٌ من الفَرْع الجرماني للأسرة الهندية ـ أوربية ـ كالفرنسية والأسبانية والإنكليزية ـ أن تصل إلى مناطق نائية جداً من العالم. وعلى الرغم من الأواصر الشديدة التي تقوم بين فروع اللغات الهندية ـ أوربية فإن المسافرين إلى إيران اليوم يستغربون وجود كلمات مشتركة بين الإنكليزية والإيرانية، ككلمة "أم" و "أب" وسواهما.
وبعد هذه الجولة المطولة نقول: إن هنالك لغويين كثيرين يرون أن البحث في أصل اللغة ضرب من العبث، ونوع من المضيعة للوقت، لأن نشوء اللغة يعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ([38]). فإذا علمنا أن الإنسان لم يستطع إلى اليوم أن يحيط بأسرار التاريخ، أدركنا أن الضرب في مجاهل ما قبل التاريخ أمر عسير المنال، بل مستحيل. وخير ما يصور لنا هذه الحقيقة ما قاله فريحة: >كان همَّ علماء اللغة ـ منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى زمن قريب منا ـ أَنْ يتوصّلوا إلى حلّ هذه المشكلة، ولكنهم كانوا يدورون في حَلْقة مُفْرَغة، وقد كَثُرَ القولُ فيها إلى حَدّ أنّ الجمعيةَ اللغوية الفرنسية La societe de linguistique مَنَعَتْ إلقاءَ مُحاضَرات في هذا الموضوع< ([39]).
* * * * *

([1]) سفر التكوين، الأصحاح الثاني، 18 ـ 20، وقد جاء القرآن الكريم بما هو أكثر وضوحاً وبياناً ﴿ ﴾.
([2]) سفر التكوين، الأصحاح الحادي عشر.
([3]) . Buzan,p 153
([4]) النمل / 16.
([5]) النمل /18.
([6]) النمل /20.
([7]) أورده الحاج في : "فلسفة اللغة"، ص18، نقلاً عن Cratyle تأليف Platon .
([8]) أورده عبد الصبور شاهين في : "علم اللغة العام"، ص69ـ70، نقلاً عن مخطوطة بعنوان: "مختارات وفصول للجاحظ".
([9]) الخصائص، 1/44.
([10]) الصاحبي، 231.
([11]) المزهر، 1/27.
([12]) الصاحبي، 31.
([13]) المزهر 1/47( بتصرف).
([14]) أورده الحاج في : "فلسفة اللغة" ص 18. والقول لهرموجينس يعبر عن رأي ديموقريطس.
([15]) في فلسفة اللغة، ص 25(بتصرف)، المزهر 47 (بتصرف)
([16]) المزهر 1/37 47 (بتصرف).
([17]) الخصائص 1/44.
([18]) الخصائص 1/44.
([19]) أورده الحاج في: "فلسفة اللغة"، ص 20، نقلاً عن كتاب "تاريخ الفلسفة" تأليف: جانبيه.
([20]) المزهر 1/20.
([21]) أورده الخضر حسين في "دراسات في العربية وتاريخها"، ص 10.
([22]) مقدمة تاج العروس 1/5.
([23]) مقدمة التاج 1/5.
([24]) الخصائص 1/47.
([25]) انظر: Buzan p. 152 .
([26]) الخصائص 1/46ـ47.
([27]) سر الليال، الشدياق، ص 22ـ23.
([28]) أورده الأنطاكي في "الوجيز في فقه اللغة" ص 381.
([29]) أورده الأنطاكي في "الوجيز في فقه اللغة" ص 381.
([30]) أورده صلاح الدين المصري في مجلة "التراث العربي" ص 226 ، عدد (يوليه) تموز 1984.
([31]) انظر: فريحة "نظريات في اللغة" ، ص 18. وانظر: Buzan p. 152 .
([32]) Buzan p. 152 .
([33]) Buzan p. 152 . وفريحة "نظريات في اللغة" ص 21.
([34]) Buzan p. 152 .
([35]) أورده الحاج في "فلسفة اللغة" ص 29ـ 30.
([36]) فريحة "نظريات في اللغة" ، ص 24.
([37]) Buzan p. 152 .
([38]) شاهين، في علم اللغة العام،ص 81. وصبحي الصالح،دراسات في فقه اللغة، ص 22ـ 23.
([39]) فريحة، نظريات في اللغة، ص 16.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية