عبد الرحمن دركزللي

Linguistic studies. Short Stories. Literary. Grammer

صورتي
الاسم:
الموقع: الإمارات العين, الجمهورية العربية السورية حلب, Syria

مدرس اللغات القديمة بجامعة حلب، معار إلى جامعة الإمارات، 0507301891 adarkazalli@uaeu.ac.ae يرجى استخدام الوصلة التالية للاطلاع على مقالات أدبية وقصص مترجمة للمؤلف http://darkazalli.blogspot.com

2007/07/08

نشــأة اللغـة


نشــأة اللغـة
د. عبد الرحمن دركزللي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ دور اللغة في حياة البشر وغموض نشأتها:
تضطلع اللغة بدور بارز في حياة البشر، فهي أداة لنقل الفكر، ووسيلة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وهي عامل من عوامل البعث القومي، ووعاء لحفظ التراث، وهي ـ فوق ذلك ـ اختزال رمزي للواقع يمكّن الإنسان من التفكير والإبداع بأقل الجهود.
وقد حظيت اللغات ـ في كل مكان ـ بالعناية البالغة، والدراسة العميقة، سواء من حيث الأصوات أم النحو أم الصرف. إلا أن طريقة نشوئها ظلت سراً غامضاً ولغزاً محيراً إلى يومنا هذا. فمن منا يستطيع أن يعرف كيف نطق الإنسان الأول بألفاظ مفهومة؟!..
2ـ البحث اللغوي عند القدماء:
بوسعنا أن نقول: إن نظرة القدماء إلى اللغة اتسمت بثلاث سمات: القدسية، الأحادية، الشمول.
القُدْسية: فاللغة ـ بما فيها من روعة وجمال ودقة وإعجاز ـ بهرت الناس وسحرتهم، كما دفعتهم إلى الاعتقاد بأنها هبة من الله، وليست من اختراع البشر. وفي العهد القديم إشارة إلى هذه الحقيقة: >وقال الرب الإله: لا يحسن أن يكون الإنسان وحده، فلأصنع له عوناً بإزائه. وجلب الرب الإله، من الأرض، جميع حيوانات البرية، وأتى بها آدم ليرى ماذا يسميها ؟ فكل ما سماه به آدم من نفس حية فهو اسمه. فدعا آدم جميع البهائم، وطير السماء، وجميع وحش الصحراء، بأسماء<([1]).
الأُحادية: واعتقد القدماء أن اللغة ـ في الأصل ـ واحدة، ولكنها انشعبت ـ فيما بعد ـ إلى لغات عدة. ويشهد على هذا تلك الأسطورة التي نسجوها حول برج بابل، فالبشر فزعوا من الموت، وهالهم أن تؤول حياتهم إلى الفناء، ففكروا بحيلة تدفع عنهم غائلة الموت، فكانت بناء برج بابل: >وكانت الأرض كلها لساناً واحداً، ولغة واحدة، وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا بقعة من أرض شنعار، وسكنوا هنالك، وقال بعضهم لبعض: هلم نصنع لبناً، ونشويه شياً. فكان لهم اللبن مكان الحجر... وقالوا: هلم نبي لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء، ونصنع لأنفسنا اسماً لئلا نتبدد على وجهه كلِّ الأرض. ونَزَلَ الربُّ لِينْظُرَ المدينةَ والبُرْجَ اللذين كان بنو آدمَ يَبْنُونَهُما. وقال الربُّ: هذا شعبٌّ واحد، ولسانٌ واحدٌ لجميعِهم، وهذا ابتداؤهمْ بالعمل، والآن لا يمتنعُ عليهم ما يُنْوُونَ أَنْ يعملوه. هلمّ نَنْزل ونبلبل هناك لسانَهم، حتى لا يسمعَ بعضُهم لسانَ بعضٍ. فبدّدهم الربُّ هناك على وجهِ كل الأرض، فكَفُّوا عن بُنيان المدينة، لذلك دُعِيَ اسمُها: بابلَ< ([2]).
الشُّمول: كان الإنسانُ القديمُ ـ على ما يبدو ـ يقولُ بِقُدْرةِ جميع المخلوقات على الكلام. فالمِصْريّون القدماء، وأهالي الإنكا Inkas بجنوب أمريكا اعتقدوا بوجود لغة الطير Language of birds . كما أشار الكيميائيُّ فولكانلي Fulcanelli إلى أنّ الاعتقادَ بلغة الطير كان معروفاً عند القدماء: >إن أولئكَ الكُتّابَ القلائلَ الذين تَحدّثُوا عن لغة الطير يجعلون لها المقامَ الأوّلَ في نشوء اللغة، حتى إنّهم اعتقدوا أنّ آدم استعملَها ـ بأمر الله ـ لِيُطْلِقَ أسماءً مناسبةً على البشر والمخلوقات< ([3]).
وقد أيّدتِ الدراساتُ المُعاصِرةُ وجودَ لغاتٍ عند الحيوانات والحشرات. وفي القرآن إشاراتٌ متعدّدة إلى قُدْرةِ الطيور والحشرات على الكلام. { }([4]). { }([5]). { }([6]).
3ـ هدم نظرية التوقيف:
وما تَقَدّمَ يظهر أَنّ القُدامى اعتقدوا بأنّ اللغةَ وحيٌ إلهيٌّ، أو هبة سماوية مَكّنتِ الإنسانَ من التفاهُم والتواصُل. وهذا المفهوم للغة يُدعى بنظرية التوقيف. وبها قال من الأعاجم هراقليطسُ ودوبونالدُ وتوماسُ الإكويني. وبموجب هذه النظرية تكون العلاقةُ، بين لفظ الكلمة ومدلولها، حتميةً واجبةً، فالكلمةُ ليست مجردَ صوت وُضِع للشيء اعتباطاً، وإنما هي مُوحِيةٌ به، ودالّةٌ عليه بالضرورة. وقد عَرَضَ علينا أفلاطون رأيَ هراقليطس على لسان قراطيلس: >يُوجَد، بالطبيعة، اسمٌ صحيحٌ لكلّ كائنٍ في الحياة؛إذِ الكلمةُ ليست تسميةَ يُطْلِقُها البعضُ على الشيء بعد التواطُؤ، ولكنْ ثَمّة، بالطبيعة، لليونانيين والبرابرة، طريقةٌ صحيحةٌ للتدليل على الأشياء هي ذاتُها عِنْدَ كُلِّ الناسِ<([7]).
أما العرب فقد انقسموا فريقين: فريقٍ يقول بالتوقيف، وفريقٍ يقول بالاصطلاح.
فالجاحظ كان من القائلين بالتوقيف. إذْ ذهبَ إلى أن الله فَتَقَ لسانَ إسماعيلَ بالعربية ليكون دليلاً على نُبُوّتِه: >وقد جعل اللهُ إسماعيلَ ـ وهو ابن أَعْجَمَيْنِ ـ عربياً ، لأن الله لما فتقَ لَهاتَهُ بالعربية المُبينةِ على غير النشوء والتمرين... جعل ذلك بُرْهاناً على رسالته، ودليلاً على نبوته، وصار أحقَّ بذلك النَسَبِ، وأَوْلى بشرفِ ذلك الحَسَب<([8]).
كما كان أبو علي الفارسيُّ من المُعتقِدين بالتوقيف، بشهادة تلميذه ابنِ جني في الخصائص: >إن أكثر أهل النظر على أن أصلَ اللغة إنّما هو تواضُعٌ واصطلاح، لا وَحْيٌ وتَوْقيفٌ. إلا أنّ أبا علي ـ رَحِمَهُ الله ـ قال لي يوماً: هي من عِند الله. واحتجّ بقوله ـ سُبحانَهُ ـ { } < ([9]).
على أن العلاّمةَ ابنَ فارسٍ وهو رأسُ القائلين بالتوقيف، صَرَّحَ في كتابه ″ الصاحبي " قائلاً: >أَقولُ إنّ لغةَ العربِ توقيفٌ، ودليلُ ذلك قولهُ ـ جل ثناؤه ـ : { }، فكان ابنُ عباس يقول: علّمه الأسماءَ كلَّها، وهي هذهِ الأسماءُ التي يَتَعارفُها الناسُ مِن دابّة وأَرْضٍ وسَهْلٍ وجَبَلٍ وجمَلٍ وحِمار وأشباهِ ذلكَ من الأُمَمِ وغيرِها< ([10]).
وتنحصر أدلّةُ أصحاب نظرية التوقيف في ثلاثة أمور:
1ـ أنّ اللغةَ ـ لو كانتِ اصطلاحاً ـ لاحتاج المصطلحون إلى لُغةٍ بها يُعبِّرون: >لا بُدّ من التوقيف في أصل اللغة الواحدةِ لاستحالة وُقُوعِ الاصطلاح على أول اللغات من غيرِ مَعْرفةِ المُصْطلِحين بعينِ ما اصطلحوا عليه< ([11]).
2ـ أننا لم نسمع بقوم اجتمعوا من قبلُ لغَرَضِ الاصطلاح، قال ابنُ فارس: >وخَلّةٌ أُخرى أنّه لم يَبْلُغْنا أنّ قوماً من العرب في زَمانٍ يُقَارِب زماننا أجمعُوا على تسمية شيء من الأشياء مُصْطلِحين عليه، فكُنّا نستدلّ على اصطلاحٍ قد كان قَبْلَهُم<([12]).
3ـ أنه لو لم تكن العلاقةُ، بين الاسم ومدلولهِ، ضروريةً لكان تخصيصُ الاسم بالمُسمّى ترجيحاً من غير مُرجِّح. قال عباد الصيمريّ: >إنه لو لم تكن هناك علاقةٌ ضَروريّةٌ وطبيعيةٌ ، بين اللفظ والمدلول، حملتِ الواضعَ على أن يضعَ هذا الاسمَ لهذا المُسمّى، لكان تخصيصُ الاسمِ المُعَيَّنِ بالمُسمَّى المُعَيَّنِ ترجيحاً من غيرِ مُرَجِّح<([13]).
إلا أنّ نظريةَ التوقيف هذه أثارتْ رّدَّ فعلٍ عنيفاً عليها من قِبَلِ جماعةٍ أُخرى قالتْ بأنّ اللغةَ جاءت عن طريق الاصطلاح والتواطُؤ convention . فاللغةُ ـ عندّهم ـ ضَرْبٌ من العَقْدِ الاجتماعيّ اللازم لِضَرُورة العيش. ومن القائلين بالاصطلاح، عند الأعاجم، ديموقريطسُ الذي رفضَ أن تكون الألفاظُ ـ لِضَرُورة العيش. ومن القائلين بالاصطلاح، عند الأعاجم، ديموقريطسُ الذي رفضَ أن تكون الألفاظُ ـ بالضرورة ـ مُعبِّرة عن مدلولاتها. وقد ذهب مذْهَبَه كثيرٌ من المُفكِّرين في الغرب، مثل: لوك وكوندياك وآدم سمث ، فقرّروا أنّ اللغة ليست هِبةً من لَدُنِ الله، وإنما هي من صُنْع البَشَر، حَفَزَهُم إليها أسبابٌ وضروراتٌ اجتماعيّةٌ. وقد شنّ الاصطلاحيون هجوماً عنيفاً على أصحاب التوقيف، وأَبْرَزُ آرائِهم هي:
1ـ أنّ الألفاظ لا تدُلُّ ـبالضرورة ـ على المُسمَّى، وإنما هي اصطلاح: >إنّ الاسم الذي نُطلِقه على الشيء هو الاسمُ الصحيح، فإذا استعضنا عنه أتى الثاني صحيحاً كالأول. نُغَيِّرُ أَسماءَ عبيدِنا دون أن يكون الاسمُ الجديدُ أقلَّ حظّاً ـ في الدِّقّة ـ من السابق. لأن الطبيعةَ لا تأخذُ على عاتقِها أَنْ تُطلِقَ أسماءً خاصةً ، فالتَسْمِيةُ وليدةُ التَّكْرارِ والعادةِ عندَ الذين زَاولُوا فِعْلَها< ([14]).
2ـ أن تَنَوُّعَ اللغات يَشْهَدُ على عدم وجود علاقة حتميَة بين الاسم والمسمى. وقد عبّر عن هذه الفِكرةِ كمالُ يوسف الحاجّ بقوله: >فلو كانت العلاقةُ بين اللفظ والشيء حتميةً جَبْريّة لتكلّم الناسُ لُغَةً واحدةً، ولأثارتِ الكلمةُ عينُها في أذهانِ الكُلِّ المَعْنى ذاتَهُ<([15]).
3ـ ثم إنّ وجودَ الأضدادِ والمُترادِفات في اللغة يشهدُ على عدم وجود ارتباطٍ حَتْميّ بين اللفظ ومدلوله. وقد عبّر عن هذه الفِكْرةِ الجمهور بقوله: >ولو كان بين اللفظ وما يَدُلُّ عليه علاقةٌ ذاتيّةٌ مُوجَبة لاهتدى كلُّ إنسانٍ إلى كل لغة ولَمَا صحّ وضْعُ لفظٍ للضدين، كالقُرْءِ لِلحَيْض والطُهْر، والجَوْنِ للأبيض والأسود... ولو كان الأمرُ كذلك لما كان للشيء الواحدِ أسماءُ متعدِّدة<([16]).
أما كيفية الاصطلاح والتواطؤ فقد تخّيلَها ابنُ جني على النحو التالي: >ذلك بأنْ يجتمعَ حكيمان أو ثلاثةٌ فصاعِداً، فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياءِ المَعْلُومات، فيضَعُوا لكلّ واحدةٍ منها لفظاً إذا ذُكِر عُرِفَ به مُسمّاه، ليمتازَ عن غيره، ويُغْنيَ بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين، فيكونَ ذلك أقربَ وأَخَفَّ وأسهَل من تَكلُّفِ إحضارهِ لِبُلوغ الغَرَض في إبانةِ حالهِ<([17]).
ورَجَعَ ابنُ جنّيْ ثانيةً فَشَرَحَ لنا كيف يكونُ التواضُعُ: >فكأنهم جاؤوا إلى واحدٍ من بني آدمَ، فأَومؤوا إليه، وقالوا: إنسانٌ ، إنسانٌ، إنسانٌ... فأيَّ وقت سَمَع هذا اللفظَ علِمَ أنّ المُرادَ به هذا الضربُ من المخلوق، وإن أرادوا به سِمةَ عينهِ أو يدِه، أشاروا إلى ذلك، فقالوا: يدٌ، عَيْنٌ، رأسٌ ، قَدَمٌ، أو نَحْوُ ذلك، فمتى سُمِعَتِ اللفظةُ من هذا عُرِف مَعْنِيُّها، وهَلُمّ جَرّاً<([18]).
إنّ نشوبَ الخلاف بين أهل التوقيف وأهل الاصطلاح دعا فريقاً آخرَ من الناس لاتخاذ موقف وَسَطٍ، وهم أصحابُ نظريةِ التوفيق. وهَدَفُ هؤلاء الحِفاظُ على مبدأ النقْل ومبدأ العَقْل معاً. وممن قال بذلك من الأعاجم غريغوريوس: >أنْ يكونَ اللهُ قد وَضَعَ في الطبيعة البشرية كلَّ ملكاتها المألوفةِ فهذا لا يَعْني أنّه عِلّةُ كُلّ الأفعال المُباشَرةِ التي نقوم بها. أجلْ، لقد وَضَعَ فينا الملكاتِ المحقّقةَ للأفعال الأخرى، لكننا نحن البانون لا هو. هكذا قُلْ عن اللغة، فهي قُوّةٌ، عَمَلُ الذي جَبَلَ طبيعَتنا، إلا أنّ خَلْقَ الأسماء للأشياء يعودُ للإنسان وَحْدَهُ<([19]).
وراح أصحاب التوفيقِ يُفسِّرون كيف نشأتِ اللغةُ من طريقين، هما: التوقيفُ والاصطلاح. فاخترعوا نظرياتٍ لفّقوها تلفيقاً. ومن هؤلاء أبو إسحاق الإِسْفَرَايِينيّ: >زعم الأستاذُ أبو إسحاقَ الإِسْفَرَايِيْنيُّ أن القَدْرَ الذي يدعو به الإنسانُ غَيْرَهُ إلى التواضُع يَثْبُتُ توقيفاً، وما عدا ذلك يجوز أَنْ يَثْبُتَ بكلّ واحدٍ من الطريقين< ([20]).
ورَجّحَ ابنُ حَزْم ٍفي كتابه "الإحكام" أنّ أصلَ اللغات التوقيفُ من الله تعالى. ولكنْ أعلنَ عن مذهبه في التوفيق: >ولا نُنْكِرُ اصطلاحُ الناسِ على إحداث لغاتٍ شتّى بعد أن كانتْ لغةٌ واحدةٌ وُقِّفُوا عليها، وبها عُلِّموا ماهيّةَ الأشياء وكيفياتها وحُدودَها. ولا ندري أيُّ لغةٍ هي التي وُقِّفَ آدمُ ـ عليه السلامُ ـ عليها أوّلاً<([21]).
والشيء الذي انتهى إليه البحث عند العرب يمكن تلخيصُه في أنّ الجمهور الأعظمَ من الصحابة والتابعين من المُفسِّرين على أنّ اللغاتِ كلَّها توقيفٌ من الله تعالى. أما أهلُ التحقيق فقد أَجمعوا على أنّه لا بُدّ من التوقيف في أصلِ اللغة لاستحالة وقوعِ الاصطلاح من غير معرفةِ المصطلحين بعين ما اصطلحوا عليه، وإذا حَصَلَ التوقيفُ على لغة واحدةٍ جاز أن يكون ما بعدَها من اللغات اصطلاحاً، وأن يكون توقيفاً، ولا يُقْطَع بأحدهما إلا بدلالةٍ. وأما المعتزلةُ فإنهم كانوا يقولون بالاصطلاح والتواضُع ([22]).
واختلفوا في لغة العرب، فمنهم من قال: هي أولُ اللغات، وكلُّ لغةٍ سواها حدثتْ بعدُ، إما توقيفاً أو اصطلاحاً. واستدلوا بأن القرآنَ كلامُ الله، وهو عربيٌّ، وهو دليلٌ على أنْ لغةَ العرب أسبقُ اللغاتِ وُجُوداً ([23]).
وقد ظهر فريقٌ رابعٌ هو فريق المُتوقِّفين. وهم الذين لم يقطعوا برأيٍ حاسم. وخيرُ من يمثله ابنُ جِنّيْ: >واعلمْ ـ فيما بعدُ ـ أَنّني، على تقادُم الوقت، دائمُ التنقيرِ والبحْث عن هذا الموضع، فأَجِدُ الدواعيَ والخَوالجَ قويّةَ التجاذُبِ لي، مختلفةَ جهاتِ التَغَوُّل على فِكري. وذلك أنني إذا تأملتُ حالَ هذه اللغةِ الشريفةِ الكريمة اللطيفةِ، وجَدَتُ فيها من الحِكْمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملِكُ عَليَّ جانبَ الفِكر، حتى يكادُ يطمحُ به أمامَ غَلْوَةِ السِّحْر، فَمِن ذلك ما نبّه عليه أَصحابُنا ـ رَحِمَهُم اللهُ ـ ، ومنه ما حَذَوْتُه على أَمثلتِهم، فَعَرَفْتُ ـ بتتابعه وانقيادِه وبُعْدِ مَراميه وآمادِه ـ صِحّةَ ما وُفِّقُوا لتقديمه منه، ولُطْفَ ما أُسعدوا به، وفُرِقَ لهم عنه، وانَضافَ إلى ذلك واردُ الأخبارِ المأثورةِ بأنّها من عندِ الله تعالى، فَقَوِيَ في نفْسي اعتقادُ كونِها توقيفاً من الله سُبحانَه، وأَنّها وَحْيٌ.
ثم أقولُ في ضِدّ هذا: إنّه ـ كما وَقَعَ لأصحابنا ولنا، وتنبهوا وتنبهنا على تَأَمُّلِ هذه الحِكْمةِ الرائعةِ الباهرة ـ كذلك لا نُنكِر أَنْ يكونَ الله تعالى قد خَلَقَ من قَبْلِنا، وإنْ بَعُدَ مَداه عنّا، مَن كان ألطفَ منّا أَذْهاناً، وأَسْرَع خَواطرَ، وأجرأَ جَناناً، فَأَقِفُ بين تَيْنِ الخَلَّتينِ حسيراً، وأُكاثِرُهما فأَنكفِئُ مَكْثوراً، وإنْ خَطَرَ خاطرٌ ـ فيما بعدْ ـ يُعْلِقُ الكَفَّ بإحدى الجهتين، ويكفُّها عن صاحبتها، قُلْنا به، وباللهِ التوفيقُ<([24]).
ومما تقدّم نرى أنّ نظريةَ التوقيف تصدّعت وسرى الشكُّ فيها.
4ـ البحث اللغوي منذ القرن التاسع عشر:
ويقوم على هدْم مفهوم الأصل الواحد للغة، وفتحِ المجال أمامَ العقل لتقديم نظريات حديثة، ومحاولةِ الوصول إلى كيفيّة نشوء اللغة من خلال المقارنة.
هدم مفهوم الأصل الواحد للغة: لئن كان العرب يرون أنّ لغتهم أقدمُ اللغات، فإن اليهود يرون أن لغتهم أقدمُ، ومنها تفرّعت سائرُ اللغات بالنظر إلى كونها لغةَ الوَحْي الإلهيّ. ولكنّ الفيلسوفَ لايبنتز انتقد هذه النظرية بشِدّة، وطالب بالإقلاع عن فكرةِ أنّ أصل اللغات كلِّها لغةٌ واحدة. وهذا ما جعل العلماء يتّجهون إلى أمرين:
الأول: ابتكارُ نظريات حديثة للتكهُّن بأصل اللغات.
الثاني: تصنيفُ اللغات في زُمَر، والبحثُ عن السِّمات المشتركة فيها للتوصل إلى معرفة كيفية نشوئها.
أما النظريات الحديثة فكثيرة، وأهمها:
1ـ نظرية البَوْ ـ وَوْ Bow-wow : التي تذهب إلى أن الألفاظَ نشأتْ من مُحاكاة أصوات الطبيعة، مثل: نُباح الكلاب ومُواء القِطط وغير ذلك ([25]). ومن العجيب أن ابن جني في الخصائص أشار إليها، فلِمَ يُنكرونَ فَضْلَهُ وسَبْقَه ؟‍! وهذا نصُّ ما قاله: >وذَهَبَ بعضُهم إلى أنّ أصلَ اللغات كلِّها إنما هو من الأصوات المَسْموعات، كَدَوِيّ الريح، وحنين الرعدِ، وخرير الماءِ، وشَحيج الحِمار، ونَعيق الغُراب وصَهيل الفَرَس، ونَزِيب الظبْي ، ونحوِ ذلك، ثم وُلِدتِ اللغاتُ عن ذلك فيما بعدُ. وهذا عندي وَجْهٌ صالح، ومَذْهَبٌ مُتَقَبَّلٌ<([26]).
وفي العصور المُتأخِّرة، دَرَسَ الشِّدْياقُ الفعلين: المضعّفَ والمكرَّرَ، فوجد أنّهما نشأا من محاكاة الأصوات الطبيعية: >إني رأيتُ أنّ معظمَ اللغة مأخوذٌ من حكاية صوتٍ... وأَنّ حكايةَ الصوت إنما تأتي من المُضعّف ، نحو: دبّ، ودفّ، ودقّ، وهزّ، وسفّ، وقرّ. وتَنَحْنُحِ الساعلِ وقَحْبِه، والعامةُ تقول: كحّه، وشخيرِ النائم وغطيطه وخطيطه، وقَهْقَهَةِ الضاحك وطخطخته وقَرْقَرَتِه وكركرته وكدكدته... وصفيرِ الصافر وطنين الطَسْتِ ونحوه، ورنين القوس وزفيفِ الريح وهُبوبها وعجيجها وتَأَجُّج النار والخَضْخَشةِ والخَشْخَشة ومَصِّ الشراب ومَزِّه وسَفّ الدواء وشخْب الحَلَب وقعقعةِ الرحى وجَعْجَعَتِها وفَرْقَعةِ الأصابع وخشخشة السلاح وصلصلةِ الحديد وزلزلة الأرض وبَقْبَقَةِ الكُوز ونشيش القِدْر وصرير البَكَرة وصريفِ الباب وحفيف الشجرة وفحيحِ الحَيّة وكشيشها وضَبْح الخَيْل وحمحمة الجَواد وهدير البعير وبُغام الظَبْية ورُغاء البعير وعُواء الذئب وزَقزقة العُصْفور ومُواء القِطّ وخريره ونَقيقِ الضفادع وزَبَط البَطّ وغيرِ ذلك مما يطولُ تَعْدادُه ويُمَلُّ إيرادُه. وهو دليلٌ على أنّ لغةَ العرب لم يكن يخطئُ سماعَها شيءٌ من مُراعاة الأصوات... ولعمري إنّ من لم يكن يدري شيئاً من لغة العرب فإذا سمِع مثلاً لفظة طَنْطَنَ ودندن وجلجل... وكان ذا ذَوْقٍ سليم فلا بُدّ أن يتوهّم أنها حكايةُ أصوات، وكلما كانتِ اللغةُ مَبْنِيّةً على هذا المبنى الطبيعيّ كانت للنفسِ أَشْوَقَ، وبالطبع أَعْلَقَ، ولو لم يكنْ لِلُغةِ العربِ إلا هذا الأسلوبُ البديعُ، ليشهدَ بأنها أَطْبَعُ اللغات وأَبْسَطُها، لَكفى<([27]).
ولئن كان هذا المذهب مُقْنِعاً فإن الباحثين ينكرونه بحُجّة أنّ الألفاظ التي تَدُلُّ بأصواتها على معانيها قليلةٌ في اللغة. قال جسبرسن: >إنّ الصلةَ وثيقةٌ بين اللفظ والمدلول في الكلمة التي هي من نوع لـ onomatopoeia ، ولكن علينا أن نَحْذَرَ من المُغالاة في هذا الشأن<([28]).
وقال دوسوسير: >من الحُمْق أن نحكمَ بوجود علاقة ضرورية بين الأصوات ومدلولاتها. أما الكلماتُ التي تُعبِّرُ بأصواتها عن معانيها فهي من القِلّة ـ في اللغات ـ ومن الاختلاف والتبايُن بحيث لا يَصِحُّ أن تُتَّخَذَ أساساً لظاهرةٍ لغوية مُطّرِدة، إنها مجردُ ألفاظٍ قليلةٍ صادفَ أَنْ أَشْبَهَتْ أصواتُها دلالاتِها<([29]).
ورمى بعضهم هذه النظريةَ بالخسّة، فقال عنها إنها تقف بالفِكر الإنساني عند حُدود حظائر البهائم والحيوانات، وتجعلُ من اللغة الإنسانية الراقية شيئاً مقصوراً على الأصوات الفِطْرية . وحاول دوسوسير دَحْضَها، فقال: >ولو كانتْ هذه العلاقةُ طبيعية، وكان كلّ لفظٍ يعبَر عن مدلوله، ويُوحِي به عن طريق المُحاكاة، لكان هنالك لغةٌ واحدة، لا لغاتٌ مختلفة. على أن الألفاظ التي تحاكي مدلولاتها، ألفاظٌ قليلة لا تَرْقى إلى مَرْتبة الإطلاقِ والتعميم على ألفاظ اللغةِ كُلِّها<([30]).
2 ـ ومن تلك النظريات نظرية البوه ـ بوهPooh-pooh : وهي نظرية يزعم صاحبها أن اللغة نشأت من صَرَخات الألم والفزع والتعب واللذة وما شابه، أي من الأصوات الانفعالية العَفْوية. وفي العربية أمثلةٌ كثيرةٌ من هذا النوع: تَأَوّهَ من >آهِ< ، تَأَفّفَ من >أُفّ<.
ولكن إذا استطاعتْ هذه النظريةُ أن تفسرَ وجودَ بعضِ الألفاظ في اللغة، فإنها تعجِزُ عن تفسير أُلوفِ الألفاظ التي اشتملت عليها اللغة.
3ـ ومن تلك النظريات نظرية الدِّنغ ـ دونغ Ding-dong ([31]): وواضعها اللغوي ماكس ميلر Max Mueller . وتقول: إن معنى الكلمة مُسْتَمَدٌّ من معاني أَحْرُفِها. وهذه النظرية عَرَفَها العربُ وأشاروا إليها. إذا لاحظ ابنُ جني أن الفاء ـ مثلاً ـ تدلُّ على الضَّعْف، ولاحظ الفروقَ بين الأصوات. وفي العصور المُتأخِّرة قام العلايلي بوضع قائمةٍ بدلالة الحروف، ولكن يؤخذ عليها أنها غير مُطَّرِدةٍ.
4ـ وهناك نظرية السينغ ـ سونغ Sing-song ([32]): التي تدّعي أن اللغة تطورت عن الأهازيج chants التي كان يُردّدها الإنسانُ القديم.
5ـ ومن ذلك نظرية اليو ـ هي ـ هو Yō-hē-hō : وتزعم أن اللغة نشأت عن الأصوات التي تصدر عن الإنسان القديم حالَ قيامِه بأعمال شاقّة كتكسير الحجر أو تجذيف المراكب أو حمل الأثقال...الخ.
6ـ ومن تلك النظريات نظرية التا ـ تا Ta-ta ([33]): وهي تزعم أن الإنسان القديم كان يتفاهم بالإشارات أصلاً، أي بتحريك اليد، أو بتعبير الوجه، وكانت تلك الحركاتُ يُصاحِبها عادةً أصواتٌ عَفْويّة معيّنة. ففي النهار كان الإنسانُ القديم يستعمل الاثنتين معاً، فإذا جَنّ عليه الليلُ اعتمد الأصواتَ فقط. وصاحبُ هذه النظرية هو ريتشارد باجت Paget .
7ـ وهنالك أخيراً نظرية العالم السوفياتي مار Marr ([34]): الذي يرى أن الكلام كان في بداية الأمر مقروناً بالإشارات، ثم استقل عنها، كما يرى أن كل التنويعات في الكلام انبثقت عن أربعة أصوات بدائية كانت تُستعمل عند الإشارة، وهي: sol, ber, yon, rock .
وفضلاً عما تقدم من نظريات حاول بعضُهم القيامَ بدراسة اللغات القديمة والبدائية فلم يظفر بنتيجة، لأنه وجد أن ما نَعُدُّه لغاتٍ قديمةً يُعَدُّ حديثاً جداً بالقياس إلى عُمر اللغة المُغرِق في القِدَم. يقول فاندريّه: >إن اللغويين يدرسون الألسنةَ التي تُتكلَّم والتي تُكْتَب، ويتتبعون تاريخَها بمساعدة أقدم الوثائق المكتشفة. ولكن ـ مهما تغلغلوا في التاريخ ـ لن يصلوا إلا إلى ألسنة قد تطورت كثيراً، وتركت خَلْفَها ماضياً ضخماً لا نعرفُ عنه شيئاً<([35]).
كما حاول بعضُهم دراسةَ لغة الأطفال لمعرفة كيفية نشوء اللغة، فأخذ يراقبُ نُمُوَّ أعضاء النُّطْقِ عند الطفل، وكيف تَكْتَسِبُ الأصواتُ دلالاتٍ ومَعانيَ في الذهن، ولكن دراسته لم تُسْفِر عن شيء لأسباب منها: أنّ الطفل يُكرّر أو يعيدُ نشأةَ اللغة، فاللغة مكتسَبةٌ لا وِراثّية، كما أنّ أعضاءَ النطق في الإنسان لم تكن أصلاً لغرض النطق، بل لأغراض جسمية، ثم إنّ لغة الطفل ليست لغة بالمعنى الدقيق، فهي ليست أفعالاً ولا أسماءً ولا جُمَلاً، إنها مجرد أصوات خام ، من طراز: دح، ونح، وبح، وكع، وأع.. وهو لا يلبث أن يَطَّرِحَها ـ فيما بعدُ ـ ليكتسب لغةَ مجتمعه، إنه يلعب دور المُقَلِّد فحسبُ([36]).
وأخيراً فالدعوة التي وجّهها لايبنتز للإقلاع عن افتراض وجود لغة واحدة، دعا الدارسين إلى الاعتقاد بوجود أُسَرٍ لغوية أو زُمَرٍ، ومما لا ريب فيه أن البحث عن السمات المشتركة القائمة بين هذه اللغات قد قدّم أساساً عِلْمياً لدراسة اللغة بصورة عامة، إلا أنه لم يُسْفِرْ عن معرفةِ كيفيّة نُشوء اللغة.
نعم، لقد أدى إلى نتائجَ جيّدة، مثل([37]):
1ـ عدد اللغات المستعملة اليوم في العالم 3000 لغة.
2ـ في أوربا وحدها يوجد 120 لغة.
3ـ هنالك 4000 لغة انقرضت، مثل السومرية والسنسكريتية واللاتينية.
4ـ وجود سمات مشتركة بين بعض اللغات، سواء في الجذور أم الأبنية أم الأصوات تدعو حقاً إلى عَدّها أسرةً واحدة. ولكن هنالك لغات فريدة تستعصي على التصنيف مثل الإتروسكية ذات التركيب النحوي الخاص.
5ـ هنالك لغات شديدة التفرع والتشعب كالهندية ـ أوربية، والسامية ـ حامية، ولكن هنالك لغات محدودة الانتشار.
6ـ من أمثلة اللغات الواسعة الانتشار اللغات الصينو ـ تايبية في جنوب شرق آسيا، ويتكلم بها أكثر من 900 مليون نسمة. واللغات الهندية ـ إيرانية ويتكلم بها حوالي 500 مليون نسمة، علماً بأنها فرع من الهندية ـ أوربية (الآرية).
7ـ إنّ أسرة اللغات الهندية ـ أوربية التي يستعملها اليوم قرابةُ نِصْف سُكّان العالم قد انبثقت في رقعة صغيرة من السهل الإيراني تمتد حتى البلطيق. والظاهر أن سكّان تلك البُقْعة قد نزحوا قبل سنة 2000 ق.م جنوباً وغرباً ناشرين لغتهم، وبعد رَدَح من الزمن تمكنت اللاتينيةُ ـ وهي مجرد لهجة صغيرة من الهندية ـ أوربية ـ أن تصل بوساطة الفتوحات إلى شتى أنحاء أوربا، ثم استطاعت فصائلُ من اللاتينية وأقسامٌ من الفَرْع الجرماني للأسرة الهندية ـ أوربية ـ كالفرنسية والأسبانية والإنكليزية ـ أن تصل إلى مناطق نائية جداً من العالم. وعلى الرغم من الأواصر الشديدة التي تقوم بين فروع اللغات الهندية ـ أوربية فإن المسافرين إلى إيران اليوم يستغربون وجود كلمات مشتركة بين الإنكليزية والإيرانية، ككلمة "أم" و "أب" وسواهما.
وبعد هذه الجولة المطولة نقول: إن هنالك لغويين كثيرين يرون أن البحث في أصل اللغة ضرب من العبث، ونوع من المضيعة للوقت، لأن نشوء اللغة يعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ([38]). فإذا علمنا أن الإنسان لم يستطع إلى اليوم أن يحيط بأسرار التاريخ، أدركنا أن الضرب في مجاهل ما قبل التاريخ أمر عسير المنال، بل مستحيل. وخير ما يصور لنا هذه الحقيقة ما قاله فريحة: >كان همَّ علماء اللغة ـ منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى زمن قريب منا ـ أَنْ يتوصّلوا إلى حلّ هذه المشكلة، ولكنهم كانوا يدورون في حَلْقة مُفْرَغة، وقد كَثُرَ القولُ فيها إلى حَدّ أنّ الجمعيةَ اللغوية الفرنسية La societe de linguistique مَنَعَتْ إلقاءَ مُحاضَرات في هذا الموضوع< ([39]).
* * * * *

([1]) سفر التكوين، الأصحاح الثاني، 18 ـ 20، وقد جاء القرآن الكريم بما هو أكثر وضوحاً وبياناً ﴿ ﴾.
([2]) سفر التكوين، الأصحاح الحادي عشر.
([3]) . Buzan,p 153
([4]) النمل / 16.
([5]) النمل /18.
([6]) النمل /20.
([7]) أورده الحاج في : "فلسفة اللغة"، ص18، نقلاً عن Cratyle تأليف Platon .
([8]) أورده عبد الصبور شاهين في : "علم اللغة العام"، ص69ـ70، نقلاً عن مخطوطة بعنوان: "مختارات وفصول للجاحظ".
([9]) الخصائص، 1/44.
([10]) الصاحبي، 231.
([11]) المزهر، 1/27.
([12]) الصاحبي، 31.
([13]) المزهر 1/47( بتصرف).
([14]) أورده الحاج في : "فلسفة اللغة" ص 18. والقول لهرموجينس يعبر عن رأي ديموقريطس.
([15]) في فلسفة اللغة، ص 25(بتصرف)، المزهر 47 (بتصرف)
([16]) المزهر 1/37 47 (بتصرف).
([17]) الخصائص 1/44.
([18]) الخصائص 1/44.
([19]) أورده الحاج في: "فلسفة اللغة"، ص 20، نقلاً عن كتاب "تاريخ الفلسفة" تأليف: جانبيه.
([20]) المزهر 1/20.
([21]) أورده الخضر حسين في "دراسات في العربية وتاريخها"، ص 10.
([22]) مقدمة تاج العروس 1/5.
([23]) مقدمة التاج 1/5.
([24]) الخصائص 1/47.
([25]) انظر: Buzan p. 152 .
([26]) الخصائص 1/46ـ47.
([27]) سر الليال، الشدياق، ص 22ـ23.
([28]) أورده الأنطاكي في "الوجيز في فقه اللغة" ص 381.
([29]) أورده الأنطاكي في "الوجيز في فقه اللغة" ص 381.
([30]) أورده صلاح الدين المصري في مجلة "التراث العربي" ص 226 ، عدد (يوليه) تموز 1984.
([31]) انظر: فريحة "نظريات في اللغة" ، ص 18. وانظر: Buzan p. 152 .
([32]) Buzan p. 152 .
([33]) Buzan p. 152 . وفريحة "نظريات في اللغة" ص 21.
([34]) Buzan p. 152 .
([35]) أورده الحاج في "فلسفة اللغة" ص 29ـ 30.
([36]) فريحة "نظريات في اللغة" ، ص 24.
([37]) Buzan p. 152 .
([38]) شاهين، في علم اللغة العام،ص 81. وصبحي الصالح،دراسات في فقه اللغة، ص 22ـ 23.
([39]) فريحة، نظريات في اللغة، ص 16.

التسميات:

بسم الله الرحمن الرحيم

تطور الكتابة
د/ عبد الرحمن دركزللي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعد اختراع الكتابة منعطفا خطيرا في حياة البشر؛ نظرا لما ترتب عليه من تقدم مذهل في حياتهم، إذ عمل على نشوء الثقافة، وظهور العلوم، كما أنه حفظ للأجيال المتعاقبة تراث الأسلاف ولولا الكتابة لظل الإنسان في حالة من الأمية والبدائية تشبه ما نراه أو نسمع عنه اليوم من الأمية التي عليها بعض القبائل في مجاهل إفريقية.

ويُجمع علماء اللغة على أن ظهور الكتابة جاء في وقت متأخر جدا عن ظهور اللغة، كما يذهبون إلى أن الكتابة مرت في أطوار ومراحل بالغة التعقيد والتداخل. و يمكننا أن نشير إلى ثلاث منها،هي: المرحلة التصويرية والمرحلة المقطعية والمرحلة الأبجدية ، و الأخيرة هي المرحلة التي استقرت عليها اللغات الراقية.

أما مكان اختراع الكتابة فغير متفق عليه، وإن كانت هناك دلائل تشــير إلى منطقة ما بين النهرين: ( دجلة والفرات ) و كان الإغريق يطلقون عليها اسم " ميزوبوتاميا " ، على أن نفرا من الباحثين والدارسين يذهبون إلى أن المصريين القدماء هم الذين اخترعوها.

ومما لا ريب فيه أن اختراع الكتابة إنما رافق انتقال الإنسان من " مرحلة الصيد والقنص " إلى مرحلة " الزراعة "؛ ذلك أن الزراعة عملت على استقرار الإنسان، ونشوء الملكية الفردية وقيام التجمعات المدنية ( القرى / المدن).

ومع ظهور التجمعات المدنية، احتاج الإنسان إلى تبادل الســــلع، فكان مضطرا لاختراع الأعداد الحسابية ليعقد الصفقات، ويمارس التجارة. ولا بد لنا ههنا من الإشارة إلى دور المعبد سواء في منطقة ما بين النهرين أم في مصر القديمة حيث كانت السلطة محصورة في رجال الدين، وكانت وسائل الإنتاج من عبيد وغلال وأرزاق ملكـا للمعبد، من منطلق أن الإنسان ينبغي أن يقدم نتاجه إلى الآلهة كي ترضى عنه. وكان معظم الملوك يجمعون في آن واحد بين السلطة الدينية والسلطة المدنية، حتى إن بعضهم كان يُعبد على أنه إله أو من نسل الآلهة.

والظاهر أن الإنسان القديم بدأ باختراع رموز حسابية تساعده على إحصاء مواشيه و ضبط الكميات أو المقادير التي يمتلكها من القمح والشعير والغلال والأرزاق، وذلك باصطناعه رموزا تشير إلى الأعداد فقط، لكنه وجد نفسه بعد ذلك مضطرا إلى اختراع رموز أخرى تشــــــير إلى المواد المعدودة أيضا، يؤكد هذا ما تم العثور عليه في منطقة الهلال الخصيب من رموز محفورة على الطين، يرجع تاريخها كما يقدر علماء الآثار إلى الألف التاسع قبل الميلاد، أي إلى الفترة التي تم فيها الانتقال إلى مرحلة العصر النيوليتيكي ( أي الحقبة الأخيرة من العصر الحجري).


ومن أروع الشواهد الأثرية التي تنتمي إلى هذا النوع ذلك الرقيم( اللوح الطيني) الذي عُثر عليه بمنطقة أوروك ( الوركاء) جنوب العراق، وهو رقيم من الحقبة الســــــومرية، يعود تأريخه إلى حوالي 4100 ــ 3800 ق. م.




1ــ مرحلة الكتابة التصويرية

تعد هذه المرحلة أقدم مراحل الكتابة، وفيها عبر الإنسان القديم عن أفكاره بالصور، وكانت الصور التي استخدمها السومريون تكفي للتعبير عن الأمور الأساسية في الحيـــــاة ، مثل: ( يد)، ( قدم )، ( رأس )،( امرأة) ، ( شمس).. إلخ:


امرأة يـد شمس رِجـل رأس

وفي المعابد الفرعونية أيضا، اســـــــتخدم المصريون القدماء الكتابة بالصورعلى نطاق واسع، ويقدر عدد الصور التي استخدموها في الكتابة بحوالي خمسمائة، وعنــــدما رأى الإغريق هذه الصور البديعة أعجبوا بها أي إعجاب؛ ورأوا أنها تدل على ذوق فني رفيع، حتى
إن أبا التاريخ هيرودوت أطلق عليها اسم الكتابة الهيروغليفية ( الكتابة المقدسة).



ومن الحقائق الثابتة أن الإنسان القديم على وجه العموم اســـــتخدم الصور ككلمات عبر بها عما أراد أن يقوله، ومن الأمور الطريفة التي رواها هيرودوت أن داريوس ملك الفرس غزا بدوا فأرسلوا إليه رسالة تشتمل على طير وضفدع وفأر وخمسة أسهم، وقد تم تفسير الرسالة على النحو التالي:" إذا لم تفروا كالطيور التي تطير في الجو، والفئران التي تتوارى في الجحور، و الضفادع
التي تسبح في الماء الآسن فلتواجهنّ الموت بهذه السهام ".

غير أن الإنســـــان بعد أن قطع شوطا من التطور، أخذ يشعر بأن هنالك أمورا تعجز هذه الصور عن أدائها، فعمد إلى تطوير هذه الصور التي لا تعبر إلا عن أشياء مادية/ حســــية فقط
بحيث جعلها تعبر عن أفعال أيضا، فللتعبير عن الفعل " سار" رســم ساقين مفتوحتيــن، وللتعبير عن الفعل" أكل " رسم رجلا يمد يده إلى فيه، وللتعبير عن الفعل " عمل" رسم رجلا يحمل فأسا:









2 ــ مرحلة الكتابة المقطعية

وبالرغم من المحاولات الجبارة التي قام بها الإنسان للكتابة على أساس الصور، فإن مشروعه لم يكلل بالنجاح التام، إذا وجد نفسه ــ مع تطور الحياة ــ عاجزا عن التعبير بالصور عن المعاني والمفاهيم التجريدية، مثل " فرح " ، " خوف " ، " غضب "، " ألم" ... إلخ.
إلا أن الحاجة أم الاختراع، كما يقال، فبدأ يفكر بطريقة جديدة تســـــاعده على التعبير عن هذه الحالات النفسية والمعاني التجريدية.

ولا بد لنا ههنا من الإشارة إلى أن الصور ــ مع مرور الزمان ــ مالت إلى التبسيط، وجنحت إلى السهولة، والسبب هو الرغبة في الكتابة السريعة، فليس من المعقول أن يرسم الإنسان صورة لكل شيء، ومن الأمثلة على التبسيط تلك الأشكال التي نجدها عند السومريين،
فالصورة التي تعبر عن المرأة تحولت إلى شكل مسماري جديد يشبه إلى حد ما الصورة الأصلية: وكانت في الأصل تكتب هكذا: ، وهذه مجموعة من الصور التي طرأ عليها التبسيط. وكما هو ظاهر في الصورة التالية فإن الصور قد قلبت 90 درجة بعكس عقارب الساعة، ثم إنها تخلصت من الانحناءات، وصارت مستقيمة تشبه أشكال المسامير، ومن هنا جاءت تسمية " الكتابة المسمارية".


وما إن حل عام 2800 ق. م حتى طرأ على النظام الكتابي السومري تطور جديد؛ إذ أخذت الإشارات المسمارية لا تستخدم للتعبير عن كلمات فقط ، بل صارت تعبّـــــر عن مقاطع صوتية محضة أيضا، ومما ساعد على ذلك أن اللغة الســــــومرية تشتمل على مفردات كثيرة مكونة من مقطع صوتي واحـــد فقط ، فالإشارة التي تقرأ AN ، ومعناها في الســومرية " سماء" صارت تســـتخدم كمقطع صوتي محض، وذلك لكتابة كلمات مكونة من عدة مقاطــع ( أحدها ( an ، مثل كلمـــــة: ba – an- du ومعناها في السومرية:" بنى".

ثم إن الأكاديين ، وهم عرب ساميون ، ورثوا النظام الكتابي السومري، ولم يكتفوا بذلك حتى طوروه وطوّعوه للغتهم وأصواتهم، ومن الأمثلة على ذلك الإشــــــارة ِAN التي لها دلالة ثانية في السومرية،هيDINGIR " إله " ، فحين ترجمها الأكاديــــون إلى لغتـهم بكلمة: il)um ) اكتسبت دلالة مقطعية صوتية: il ، فاستخدموها في كتابة كلمات من طـــراز:il-qe " أخذ". وهكذا تحولت الإشارات المسمارية إلى قيم مقطعية صوتية، تســــــتخدم في كتابة كل شيء يخطر على البال. وقد استخدم الأكاديون الإشـــــــــارات المسمارية، وكتبوا بها كثيرا من النصوص باللهجتين: البابلية والآشورية.

انتشرت الكتابة المسمارية على أيدي الأكاديين، وبلغت أرض عيلام ( جنوب إيران)، وبلاد الشام وآسية الصغرى ، فكتب بها الحوريون والحثيون، وبلغ من سعة انتشــارها أن استخدمها المصريون في مراسلاتهم الرسمية ، كما كتب بها أيضا الأخمينيون ( الفرس). ويتراوح عدد الإشارات المسمارية التي استخدمها الأكاديون بين (200 ــ 400 ). علما بأن الســــــومريين كانوا يستخدمون قرابة ألف إشارة. وتنقســــــم النصوص الأكاديـــة المحفوظة إلى أنواع متعددة، فهنالك نصوص دينية تشتمل على أدعية وتراتيل وتكهنات، و نصوص تجارية تضم عقودا ومعاملات، و نصوص أدبية وثقافية ومراسلات ومعاهدات وقوانين، مثــــل:
( شريعة حمورابي )..


وقد استعمل السومريون والأكاديون في كتابتهم على الرّقُم الطينية أقلاما من القصب، وكانت الرقم بعد أن يكتب عليها تُجفف بالتعريض للشمس أو النار كي تكتسب صلابة وقسوة، كما كانت هنالك مواد أخرى أصغر حجما تستعمل للكتابة كالمعادن والشمع.

ظلت الكتابة المسمارية تزدهر وتنتشر، ثم ما لبثت أن أخذت في الانحسار، خصوصا عندما سقطت عاصمة الآشوريين ( نينوى) عام 612 ق.م على أنها ظلت مستعملة في بابل إلى نهاية العهد السلوقي، أما تاريخ آخر الكتابات المســــــمارية فيرجع إلى منتصف القرن الميلادي الأول، ومما لا ريب فيه أن السبب الذي أدى إلى انحســارها إنما هو ظهور الكتابة الأبجدية التي تمتاز بالسهولة والبساطة.

3 ــ مرحلة الكتابة الأبجدية

ليس هناك أمور يقينية حول عملية الانتقال من الكتابة المقطعية إلى الكتابة الأبجدية، وإن كانت هنالك نظرية تقول: إن الكتابة المصرية التصويرية المقطعية تطورت جزئيا ، بحيث أدت إلى ظهور الأبجدية، فالرمز التصويري الخاص بالماء ويلفظ nu أصبح يدل على صوت النون بأي حركة تحرك ، والرمز التصويري الخاص بالفم ويلفظ r'i أصبح رمزا لصوت الراء بأي حركة تحرك . إن عملية استخدام الصورة للدلالة على الصامت الأول من الكلمة، وتدعى acrophony ، كانت الخطوة الأولى نحو الأبجدية، وهذه بعض لصور التي استخدمها المصريون لتمثيل الصوامت consonants في لغتهم:

همزة

واو

ب

ف

م


ن

د

ك
ولئن كان المصريون قد استخدموا النظام الأبجدي جزئيا فإنهم لم يتخلوا مطلقا عن النظامين التصويري والمقطعي على الإطلاق، وهذا يعني أن النظام الأبجدي الكامل لم يظهر بعد. لكن الأمر المهم هنا هو أنهم أثروا في الكتابة السينائية / الكنعانية الأم حوالي 1700 ق.م، وقد عثر العلماء في مناجم الفيروز، بمنطقة سربيط الخادم، على نقوش استخدمت فيها أقل من ثلاثين إشارة ، وهذا برهان واضح على أن النظام الأبجدي قد انبعث حقا. إن الأبجدية السينائية كانت الأساس الذي ارتكزت عليه الأبجدية الفينيقية والأبجدية الإغريقية

بقي علينا أن نشير إلى أنه في تلك الأثناء كانت هناك محاولة أخرى في الشــــــمال ترمي إلى استخدام النظام الأبجدي، فالتنقيبات الأئرية التي تمت في أوغاريت ( رأس شمرا) كشفت عن نصوص مكتوبة بالخط المسماري، إلا أنها تعتمد النظام الأبجدي :
تلك هي قصة الكتابة، سردناها باختصار شديد لتكون شاهدا على عبقرية العرب، وبرهانا على دورهم الرائد في الحضارة الإنسانية.

النحت في اللغة العربية

النحت في اللغة العربية

د. عبد الرحمن دركزللي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمهيد
تتصدى هذه المقالة للنظر في مسألة النحت في اللغة العربية وهي المسألة التي أثارها العلامةُ أحمدُ بنُ فارس في معجمه >مقاييس اللغة< والتي أقرها ـ فيما بعد ـ مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
إنّ الدراسة المتعمّقة لمسألة النحت أَظهرتْ لنا أن الساميات لم تعرف ظاهرةَ التركيب إلا على نطاق محدود، ولعلها لم تعرفِ النحتَ على الإطلاق.
ومما لا ريب فيه أن العربية اشتملت على بعض المنحوتات من طراز (بَسْمَلَ، حَمْدَلَ، حَوْلَقَ...الخ) و (عَبْشَمِيّ، عَبْقَسِيّ، تَيْمَلّي ...الخ) و (لن، كم، ليس...الخ) إلا أن هذا النحت جرى في مراحلَ سحيقةٍ في القِدَم، أو في مراحلَ متأخرةٍ جداً، يشهد على ذلك أن الجذور العربية التي تزيد على ثلاثة أحرف قد نشأتْ من طرقٍ أخرى ـ غيرِ النحت كما ادعى ابنُ فارسٍ وأشياعُه ـ وأبرزُ هذه الطرق الإلحاق وما أعقبه من نشاطات لغوية كالإبدال والمخالفة والدمج.
1ـ النحت نوع من التركيب، غايته الإيجاز في اللفظ والسرعة في النطق، وقد فسّر ابن فارسٍ معناه بقوله: >ومعنى النحت أن تؤخذ كلمتان، وتُنْحَت منهما كلمةً تكون آخذة منهما جميعاً بحظٍّ، والأصلُ في ذلك ما ذكره الخليلُ من قولهم: حَيْعَلَ الرجلُ إذا قال: >حيّ على<([1]). وقد بيّن العلماءُ صلةَ النحت بالاشتقاق ([2]) وبالتركيب المزجي ([3])، كما تحدّثوا عن السماع والقياس فيه ([4])، فضلاً عن قواعده ([5]).
2ـ والنحت ظاهرة لغوية محدودة الانتشار في الساميات، لأنها لغات تقوم على مبدأ الاشتقاق ([6])، بخلاف اللغات الهنديّة ـ الأوربيّة التي تعتمد على التركيب والنحت بصورة كبيرة. ففي الفارسية مثلاً كلمات كثيرةٌ ناجمة عن الجمع بين كلمتين، نحو ([7]):
روزنامة ومعناها >صحيفة / جريدة<، وهي مركبة من روز >يوم< + نامة >كتاب<.
كاوميش ومعناها >جاموس<، وهي مركبة من كَاو >ثور / بقرة< + ميش >نعجة<.
كذرنامة ومعناها >جواز سفر<، وهي كلمة مركبة من كَذر >طريق< + نامة >كتاب<.
وقد دخل إلى العربية من هذا الضرب بعض الألفاظ، فتصدّى لها علماء العربية وفسرّوها:
مِهْرجان ومعناها >محبة الروح<، وهي مركّبة من مهر >محبة< + جان >روح / حياة< ([8])
جُلّنار ومعناها >زهر الرمان<، وهي مركبة من كَل > زهر< + انار >رمان< ([9]).
دِهْقان ومعناها >رئيس القرية<، وهي مركبة من ده >قرية< + خان >رئيس / مُقدَّم< ([10]).
مَرْزُبان ومعناها >حامي الحدود<، وهي مركبة من مرز >حدّ< + بان >حامي / حارس) ([11]).
دولاب ومعناها >ناعورة<، وهي مركبة من دول >دلو< + آب >ماء< ([12]).
وفي الفارسية توجد أيضاً كلمات مركبة من كلمة + سابقة / لاحقة، ومن ذلك:
ناصالح ومعناه >فاسد / سيئ<، وهي مركبة من السابقة نا >غير< + صالح.
دربان ومعناها >بواب<، وهي مركبة من در >باب< + بان >حارس<.
شمع دان ومعناها >شمعدان< وهي مركبة من شمع + دان وهي لاحقة بمعنى >وعاء<.
بيمارستان ومعناها >مشفى<، وهي مركبة من بيمار >مريض< + ستان >مكان<.
والذي رأيناه في الفارسية موجود في سائر اللغات الأوربية ([13])، ففي الألمانية:
meerchaum >زَبَدٌ< مركبة من meer >بحر< + chaum>رغوة<.
kindergarten >روضة الأطفال<، مركبة من kinder >أطفال< + garten >حديقة<.
وفي الفرنسية:
ـ manicure >طلاء أظافر< مركبة من الكلمة اللاتينية manus >يد< + cura >عناية<.
ـ passeport >جواز سفر<، مركبة من passer >مرور< + port >باب / منفذ<.
وفي الإيطالية:
ـ malaria >البُرَداء / الحمّى<، مركبة من mala >فاسد + aria >هواء<.
ـbancarotta >إفلاس<، مركبة من banca >مَصْرِف< + rotta >مُحطَّم<.
وفي الإنكليزية يشيع النحت والتركيب على نطاق واسع، وبوسعنا أن نبيّن ضروبه ونحدّدها على النحو التالي:
أ ـ تركيب من كلمة + كلمة ، نحو husband >وزج< مركبة من hūs >بيت<’+ bonda >سيد<.
ب ـ تركيب من كلمة + سابقة / لاحقة، نحو inter nation al >دولي<.
ج ـ تركيب من كلمة + كلمة مع حذف لبعض الحروف، وهذا هو النحت الحقيقي، ومنه:
ـ smog >ضَبْخنٌ< منحوتة من smoke >دخان< + fog >ضباب<.
ـ brunch >فَطَرْ غَدٌ< منحوتة من breakfast >فطور< + lunch >غداء<.
ـ medicare >رعاية طبية< منحوتة من medical >طبية< + care >رعاية<.
د ـ تركيب من الأحرف الأولى لعدة كلمات، نحو NATO >حلف الناتو<
North Atlantic Treaty Organization
ولئن كان التركيب كثيراً في اللغات الهندية الأوربية فإنه نادر جداً في الساميات، لذلك لا عجب في أن يصرّح معظم الدارسين، وعلى رأسهم بروكلمان وولفنسون وغوردون وسواهم بأنّ النحتَ مفقودٌ أو نادر جداً.
3ـ وبالرغم من خُلُوّ الساميات من النحت فإن العربية اشتملتْ على شيء يسير منه، وقد حاول نفرٌ من الدارسين أن يُوحِي إلى الناس أنه كثير ([14])، ولكن ذلك غيرُ صحيح، وفيه مبالغةٌ ليس لها أساس من الحقيقة. وقد حاولتُ أن أجمع ما في كلام العرب من المنحوت ، فوجدت أنه يبلغ قرابةَ (265) كلمة، علماً بأن هذه الكلمات يحومُ الشكُّ حولَ معظمِها.
والحق أنّ العربية لم تلجأْ إلى النحت إلا عند الاضطرار، أي عند الرغبة في الاختصار، أو عند اللبس:
أ ـ اختصار الجملة: بَسْمَلَ = قال بسم الله الرحمن الرحيم.
ب ـ عند اللبس ([15]): عَبْشَمي = عبديّ / شمسيّ.
وصنوف النحت في العربية خمسة، هي:
أ- نحت من جملة، وأمثلته معدودة، هي: حَيْعَلَ ([16])، بَسْمَلَ ([17])، حَمْدَلَ ([18])، سَبْحَل ([19])، حَوْلَقَ ([20]) ، مَشْأَلَ ([21])، مَشْكَنَ ([22])، هَيْلَلَ ([23])، طَلْبَقَ ([24])، دَمْعَز ([25])، جَعْفَدَ ([26])، سَمْعَلَ ([27])، بَلْكَفَ ([28])، فَذْلَكَ ([29])، فَنْقَلَ ([30]).
ب ـ نحت من أجل تحاشي اللبس عند النسبة، وأمثلته معدودة، وهي: عَبْشَمِيّ([31])، عَبْدَرِيّ ([32])، عَبْقَسِيّ ([33])، مَرْقَسِيّ ([34])، تَيْمَلِيّ ([35])، رَاسْعَنيّ ([36])، حِصْكِفيّ ([37])، دَرْبَخِيّ ([38]).
ج ـ نحت أدوات، ومن أمثلته: كم ([39])، لن ([40])، إلا ([41])، منذ ([42])، ليس ([43])...الخ.
د ـ نحت من ألفاظ متعاقبة، وأشهر أمثلته: شَقَحْطب ([44])، مِشْلَوز ([45])، حَبْقُرّ ([46])، عَجَمْضَى ([47]).
هـ نحت من ألفاظ غير متعاقبة، وأمثلته هي التي قدّمها ابن فارس وغيره، نحو: بَعْثَرَ ([48])، دَحْرَجَ ([49])، بُرْجُد ([50])، جُذْمور ([51])...الخ.
والملحوظ أن الصنفين الأول والثاني يدخلان حقاً في باب النحت، على حين تحوم الشبهات حول ثلاثة الصنوف الباقية، فنحت الأدوات لم يظفر بالقبول التام ولا بالإجماع المطلق، ولكي يتضح هذا أسوق ما دار حول (لن) من خلاف: >واعلمْ أنّهم قد اختلفوا في لفظ (لن)، فذهب الخليل إلى أنها مركبة من لا وأن الناصبة للفعل المستقبل... والأصل عنده: لا + أَنْ، فحذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، وهما الألف ، وهو خلاف الظاهر ونوع من علم الغيب، وسيبويه يرى أنها مفردة غير مركبة من شيء< ([52]).
وأما نحت الألفاظ المتعاقبة، ففيه ما هو سائغ مقبول، وفيه ما هو من باب الخرافة والوهم، مثال ذلك ما رواه البيهقي من أن >رجلاً يُدعى سوادة سأل بختيشوع الطبيب عن معنى البَلْغَم، فقال له: تفسيرُه بلاءٌ وغَمّ < ([53]).
وأما نحت الألفاظ غير المتعاقبة، وهو الذي ادعى ابن فارس وجوده في العربية، فقد كان موضع الإنكار والرفض والإهمال، يشهد على ذلك أن القدماء من المؤلفين والمصنفين أعرضوا عنه في كتبهم، حتى إن الثعالبي والسيوطي، وهما اللذان احتفلا بالنحت وبمذهب ابن فارس، أوردا أمثلة من الصنوف الأخرى، أي لم يضربا أمثلة للنحت مما ذكره ابن فارس.
4ـ وقد اتخذ العلامة أحمد بن فارس، من دون سائر علماء العربية، النحت مذهباً في تأويل الألفاظ التي تربو على ثلاثة أحرف، وصرّح بذلك في كتابه الصاحبي: >هذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد: ضِبَطْر، من ضبط وضبر. وفي قولهم: صَهْصَلِق أنه من : صهل وصلق، وفي الصِّلْدِم أنه من الصلد والصدم. وقد ذكرنا ذلك ـ بوجوهه ـ في كتاب مقاييس اللغة< ([54]).
وكان ابن فارس في معجم >مقاييس اللغة< قد قام بدراسة تطبيقية لإثبات صحة مذهبه في النحت، فقدّم لنا قرابة (568) كلمة، موزعة على النحو التالي:
أ ـ المنحوت، وعدّته (137) كلمة.
ب ـ المزيد بحرف، وعدّته (241) كلمة.
ج ـ الموضوع، وعدّته (190) كلمة.
ومع قدرته الفائقة على تحليل الألفاظ وعَزْوِها إلى أصولها لم يكن مُقْنِعاً، وذلك راجع للأسباب التالية:
أ ـ زعم أن أكثر ما جاء زائداً على ثلاثة منحوت ([55])، وليس الأمر كما زعم.
ب ـ فسّر كلمات أعجمية على أساس النحت، وهي منه براء ([56]).
ج ـ ادّعى النحت في المترادف ([57]).
د ـ ادّعى النحت في ألفاظ غير متعاقبة.
هـ ـ أغفل مبدأ المخالفة ([58]).
و ـ حلّل بعض الألفاظ تحليلاً غير سديد ([59]).
ومما يدل على فساد مذهبه أنه كان ـ عند تحليل الكلمة ـ يسعى إلى إيجاد أصلين ثلاثيين لها كي يقول إنها من المنحوت، فإذا لم يهتد إلاّ إلى واحد زعم أنها من المزيد، ,إن لم يهتد إلى واحد ذهب إلى أنها مما وضع وضعاً ([60]).
5ـ وبالرغم من المآخذ التي ذكرناها فإن مذهب ابن فارس لقي ـ في العصر الحدث ـ تأييداً شديداً واستحساناً عظيماً من قبل الدارسين كالمغربي ([61]) ومظهر ([62]) وزيدان ([63]) وأمين ([64]) والصالح ([65]) وجرجس ([66]) وميناجيان ([67]) وسواهم.
وتتلخص حجج أنصار النحت في الأمور التالية:
أ ـ قابلية معظم الجذور التي تزيد على ثلاثة أحرف للانحلال إلى أصلين ثلاثيين ([68]).
ب ـ اعتراف كبار اللغويين بظاهرة النحت ([69]).
ج ـ كثرة المنحوت في كلام العرب ([70]).
د ـ حاجة العربية في العصر الحديث إلى النحت لحل مشكلاتها ولا سيما في مجال المصطلحات العلمية ([71]).
هـ ـ النحت ضروري، وذلك للتخلّص من ثقل المركّب عند التصريف ([72]) (قَبْتاريخيّ prehistoric).
أما معارضو النحت، فتتلخص حججهم في الأمور التالية:
أ ـ النحت غريب عن لغتنا الاشتقاقية ([73]).
ب ـ النحت يشوّه اللغة لأنه يأتينا بألفاظ ثقيلة على السمع ([74]) (حَلْقظة، حَلْمَأة، سَرْنَمة).
ج ـ العربية بمندوحة عن النحت لأن لها من الوسائل ما يغنيها عنه ([75]).
د ـ مذهب ابن فارس قائم على الوهم والخيال ([76]).
ومع كل ما لقيه مذهب النحت من المعارضة فقد تمكّن دعاته من حمل مجمع اللغة العربية على إصدار قرار بشأنه يصرّح بـ >جواز النحت عندما تلجِئ إليه الضرورة العلمية< ([77]) وكان ذلك في سنة 1948، ثم صدر قرار ثان أكثر وضوحاً ، وذلك في عام 1965 هذا نصه: >النحت ظاهرة لغوية احتاجت إليها اللغة قديماً وحديثاً، ولم يُلتزم فيه الأخذ من كل الكلمات، ولا موافقة الحركات والسكنات، وقد وردت من هذا النوع كثرة تجيز قياسيته؛ ومن ثم يجوز أن ينحت، من كلمتين أو أكثر، اسم أو فعل عند الحاجة، على أن يراعى ـ ما أمكن ـ استخدام الأصلي من الحروف دون الزوائد، فإن كان المنحوت اسماً اشترط أن يكون على وزن عربي، والوصف منه بإضافة ياء النسب، وإن كان فعلاً كان على وزن فعلل أو تفعلل، إلا إذا اقتضت غير ذلك الضرورة، وذلك جرياً على ما ورد من الكلمات المنحوتة < ([78]).
ولئن كان قرار النحت قد قوبل بالاستحسان والتأييد فإن تطبيقه لم يكن ناجحاً، يشهد على ذلك الأمور التالية:
أ ـ معظم الألفاظ التي نُحِتت لم تكن موفّقة، بل كانت ألفاظاً يَمُجُّها الذوقُ ([79]).
ب ـ ظلت الألفاظُ المنحوتة حبيسةَ المعجمات، ولم تدرج على الألسنة.
ج ـ آثر الناس التعريبَ والترجمة والاشتقاق عليه ([80]).
وبالرغم من الجهد الجبار الذي بذله ابن فارس، ومن القرار الذي صدر عن مجمع اللغة العربية وما يحوطه من قداسة فإن ظاهرة النحت ـ في رأيي ـ ليست صحيحة، وذلك راجع لسببين:
أ ـ لأن الجذور التي تزيد على ثلاثة أحرف لم تنشأ من طريق النحت كما يدعي ابن فارس وأشياعه، بل من طرق أخرى كالإلحاق وما يتبعه من إبدال أو مخالفة أو دمج.
ب ـ ولأن ظاهرة النحت لم توجد في الساميات إلا على مستوى محدود، نعم هنالك تركيب ولكنه قليل أيضاً يشمل بعض الأدوات ([81]) والضمائر وأسماء الموصول([82]) والإشارة وأسماء العلم ([83]) فقط ([84]). وقد صرّح علماء الساميات بعدم وجود النحت، فبروكلمان يقول: >ليس في اللغات السامية إدغام للكلمات< ([85]). وولفنسون يقول: >ليس في اللغات السامية أثر لإدغام كلمة في أخرى حتى تصير الاثنتان كلمة واحدة تدل على معنى مركب من معنى كلمتين مستقلّتين مع اللغات السامية الأخرى في عدم الميل إلى التركيب وأن ما جاء فيها مركباً قليل < ([86]).
وجرونرت يصرّح بقوله: >ولم نجد لهذه الصيغة أمثلة في اللغات الحبشية أو في اللهجات السريانية الحديثة< ([87]). وغراندي يذهب إلى أن الألفاظ المنحوتة في اللغة العربية الفصحى نادرة جداً< ([88]) ، وديتريش يقول: >النحت مخالف للسنن اللغوية في الساميات وإنّ ما عُثر عليه لا يعدو بضعة ألفاظ عامية< ([89]).
* * * * *


([1]) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة 1/32.
([2]) الصالح، دراسات في فقه اللغة 243.
([3]) المخزومي، مدرسة الكوفة النحوية 208.
([4]) الخضري، حاشية الخضري 1/3.
([5]) الشهابي، المصطلحات العلمية 17.
([6]) المبارك، فقه اللغة وخصائص العربية 120، 149.
([7]) LAMBTON. A. K. S.Persian Vocabulary.
([8]) الفيومي، المصباح المنير 2/147 مادة (م هـ ر).
([9]) الزبيدي، تاج العروس 3/ 106 مادة (ج ل ن ر ).
([10]) الخفاجي، شفاء الغليل 125.
([11]) الجواليقي، المعرّب 317.
([12]) الزبيدي، تاج العروس 1/247 مادة (د ل ب).
([13]) Dictionary of Word Origins.
([14]) مظهر، في المقتطف 3/299 مجلد 96، سنة 1940.
([15]) الأستراباذي، شرح الشافية 2/76.
([16]) أي قال: حيّ على الفلاح.
([17]) أي قال: بسم الله.
([18]) أي قال: الحمد لله.
([19]) أي قال: سبحان الله.
([20]) أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
([21]) أي قال: ما شاء الله.
([22]) أي قال: ما شاء الله كان.
([23]) أي قال: لا إله إلاّ الله.
([24]) أي قال: أطال الله بقاءك.
([25]) أي قال: أدام الله عزك.
([26]) أي قال: جعلني الله فداك.
([27]) أي قال: السلام عليكم.
([28]) أي قال: بلا كيفٍ.
([29]) أي قال: فذلك العدد كذا وكذا.
([30]) أي قال: فإن قيل...
([31]) نسبة إلى عبد شمس.
([32]) نسبة إلى عبد الدار.
([33]) نسبة إلى عبد القيس.
([34]) نسبة إلى امرئ القيس.
([35]) نسبة إلى تيم الله.
([36]) نسبة إلى الراس عين مدينة بالجزيرة.
([37]) نسبة إلى حِصْن كِيفى وهي قلعة بين آمد وجزيرة ابن عمر.
([38]) نسبة إلى دار البطيخ.
([39]) منحوتة من كـ التشبيه + ما الاستفهامية.
([40]) منحوتة من لا النافية + أن الناصبة للمضارع.
([41]) منحوتة من إنّ الحرف المشبه بالفعل + لا العاطفة.
([42]) منحوتة من مِن الجارّة + إذْ الظرفية.
([43]) منحوتة من لا النافية + أَيْس الدالة على الكينونة.
([44]) منحوتة من شِقّ + حَطَب، وقولهم: كبش شَقَحْطَب أي ذو أربعة قرون، وقيل ذو قرنين مُنْكَرَيْن.
([45]) المشلوز: المشمشة الحلوة المخ، منحوتة من مشمش + لوز.
([46]) الحبقر: البَرَد، منحوتة من حَبّ + قُرّ.
([47]) العَجَمْضى: ضرب من التمر، وهو منحوت من عَجْم بمعنى النوى + ضاجِم: وادٍ معروف.
([48]) منحوت من بعث + آثار.
([49]) منحوت من دحر + جرى.
([50]) منحوت من بِجاد بمعنى كساء + برد.
([51]) منحوت من جِذم + جِذْر، وكلاهما بمعنى الأصل.
([52]) ابن يعيش، شرح المفصل 8/ 112.
([53]) البيهقي، المحاسن والمساوئ 1/ 229.
([54]) ابن فارس، الصاحبي 271.
([55]) ابن فارس، الصاحبي 271.
([56]) مثال ذلك تحليله لكلمة (جَرْدَبَ) ″ستر الطعام بيده″ في معجم مقاييس اللغة 1/506، زعم أنها جَدْب + جِراب، على حين تنحدر الكلمة من أصل فارسي كَرده >رغيف< + بان >حافظ< كما في المعرّب للجواليقي 110.
([57]) مثال ذلك تحليله لكلمة (جذمور) في معجم مقاييس اللغة 1/505، إذ زعم أنها من جِذْم + جِذْر، وكلتاهما بمعنى: أصل. ولكن ما فائدة النحت ههنا؟ إن غاية النحت الأُولى هي الجمع بين معنيين. لذلك انتقده بعض الدارسين. أمين، الاشتقاق 405.
([58]) مثال ذلك تحليله لكلمة (بُحْتر) في معجم مقاييس اللغة 1/329، إذ زعم أن البحتر، وهو القصير، منحوت من بتر + حتر. على حين يرى بعض الدارسين أن الكلمة كانت ـ في الأصل ـ بتّر، ثم قُلِب أحدُ المضعّفين حاءً. جواد، المباحث اللغوية 97.
([59]) مثال ذلك لكلمة (اصمقرّ) في معجم مقاييس اللغة 3/349، إذ زعم أن الكلمة منحوتة من صقر + مقر والأجود أنها من صمق + صقر.
([60]) ابن فارس، مقاييس اللغة 2/146، وأما اضطرابه بين القول بالزيادة والقول بالنحت فيظهر عند تحليله لـ (جندل) 1/512 و (عطبول) 4/365 و (عملّس) 4/366. ويظهر اضطرابه بين القول بالزيادة والقول بالنحت عند تحليله لـ (زمهرير ) 4/366 و (زمخر) 3/ 55 و (طرمساء) 3/459.
([61]) في كتابه >الاشتقاق والتعريب<.
([62]) في مقالته >من أسرار العربية< المنشورة في >المقتطف< ج3، م96، سنة 1940.
([63]) في كتابه >الفلسفة اللغوية<.
([64]) في كتابه >الاشتقاق<.
([65]) في كتابه >دراسات في فقه اللغة<.
([66]) في مقالته >النحت في العربية< المنشورة في >مجلة مجمع اللغة العربية< م13.
([67]) في مقالته >النحت قديماً وحديثاً< المنشورة في >مجلة اللسان العربي< ج1، م9.
([68]) المغربي، الاشتقاق والتعريب 24.
([69]) كالخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه والكسائي وابن فارس والثعالبي والسيوطي...الخ.
([70]) جُرجس، في مجلة مجمع اللغة العربية 13/62.
([71]) جرجس، في مجلة مجمع اللغة العربية 13/62، 66.
([72]) ولا سيما عند النسبة. الشهابي، المصطلحات العلمية 112.
([73]) مظهر، في المقتطف 3/298 مجلد 96، سنة 1940.
([74]) جرجس، في مجلة مجمع اللغة العربية 12/62.
([75]) الشهابي، في مجلة المجمع العلمي العربي 4/553 م 34، سنة 1959.
([76]) مجلة مجمع اللغة العربية 7/158.
([77]) مجلة مجمع اللغة العربية 7/158.
([78]) خلف الله، في أصول اللغة 49.
([79]) الشهابي، في مجلة المجمع العلمي العربي 4/548 مجلد 34 سنة 1959.
([80]) الحمزاوي، أعمال مجمع اللغة 330.
([81]) אֵיךְ >كيف<. مركبة من @ >كـ< + @ >ما ؟<
ֹ ([82]) אֲשֶׁר>الذي< مركبة من @ >ألـ< + @ >إشارة<.
(6) ישׁמַעאֵל >اسماعيل < مركبة من >ישמע يسمع< + >אל الله<.
( [84]) فليش، العربية الفصحى 161.
([85]) BROCKELMANN. C. GRUNDRISS l. p. 5.
([86]) ولفنسون، تاريخ اللغات السامية 15.و Gordon C. H.. Ugaritic Textbook. p. 66.
([87]) مجلة مجمع اللغة العربية 31/89.
([88]) مجلة اللسان العربي 1/164، م9.
([89]) HURWITZ, S. T. H. Root-Determinatives. p. 38 .

التسميات:


المشتركُ اللفظيّ
Polysmey
د. عبد الرحمن دركزللي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تعريفه:
(هو اللفظ الواحد الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالةً على السَّواء عند أهل تلك اللغة) ([1]).
2ـ أمثلة عليه:
ومن أبرز أمثلته الكلمات التالية: (العَيْن)، (الخال)، (العجوز).
العين:
تكلَّم على معانيها كثيرون ([2])، منهم الأصمعي في كتاب (الأجناس)، والأزْديّ في كتاب (الترقيص)، وابن خالويه في (شرح الدّرَيْدِيّة)، والفارابيّ في (ديوان الأدب)، والتّبْريزيّ في (تهذيب الإصلاح)، وابن فارس في (المُجْمَل)، والسُّيوطيّ في (التذكِرة).
ومن أبرز معانيها:
ـ العين : عين الإنسان التي يَرى بها (حاسة الإبصار).
ـ العين: النَّقْد من الدراهم والدنانير.
ـ العين: المَطَر، يُقال: (أصاب أرضَ بني فلان عَيْنٌ).
ـ العين: اليَنْبوع، ومنه : { }.
ـ العين: النفْس، نحو: (جاء الرجلُ عَيْنُه).
ـ العين: المُشاهدة، ومنه: (لا أَتَّبعُ أثراً بعد عَيْن).
ـ العين: الجاسوس / الدَّيْدَبان ([3]).
ـ العين: الحسّد.
ـ العين: سيّد القوم (ويُجمع على الأعيان).
ـ العين: الشمس، يُقال: (طَلَعتِْ العينُ، وغابت العينُ) تشبيهاً للشمس بالجارحة ولكونها أشرفَ الكواكب.
ـ العين: خِيار الشيء، يقال: (هذا عين المال / المَتاع).
ـ العين: الذهب.
* ملاحظة: نظم الشيخ بهاء الدين السُّبْكي ([4]) قصيدةً في معني العين، فأوصل معانيها إلى 35 معنى، ومطلعها:
فلا رَمَتِ العِدا أَهلي بعَيْن

هنيئاً قد أقرَّ الله عيني
وزعمَ بعضُهم أن معانيها تربو على مئة، والمذكور منها ـ في القرآن وحده ـ سبعة عشر ([5]).
الخال:
ـ ذكر أبو الطيّب اللغويّ ([6]) في (مراتب النحويين) أن الخالَ له معانٍ، فهو يُطْلَقُ على:
أخي الأم / المكان الخالي / العصر الماضي / الظَّلْع في الدابة / الخُيَلاء / الشامة في الوجه / المنخوب = الجبان / ضَرْب من بُرود اليمن / السَّحاب / المُخالاة / الجَبَل الأسود / ثوب يُسْتَرُ به الميت / الرجل الحسَن القيام على ماله / البعير الضَّخْم / التوهُّم / الرجل المُتكبِّر / الرجل الجَواد / الأَكَمة الصغيرة / الرجل المُنفرد.
ـ وقد نظم (بطرس كرامة) ([7]) قصيدةً في معاني كلمة (خال) فأوصلها إلى أربعين معنى، ومن أبياتها هذه المجموعة:
فسحَّ من الأجفانِ مَدْمعُك الخالُ ([8])لِعَيْنَيْكَ أم من ثَغْرها أومض الخالُ؟ ([9]) تلاعبَ في أَعطافه التِّيهُ والخالُ ([10]) وإنْ لام عمّي الطيّبُ الأًصل، والخالُ ([11])بِرُوحيَ تلك الخَيْزُرانَةُ والخالُ ([12]) على قَدِّها، من فَرْعها، عُقِدَ الخالُ ([13]) تُصاحبُني حتى يُصاحبَني الخالُ ([14]) عَشِقتُ ولم تُخْطِ الفِراسةُ والخالُ ([15])عُهود الهَوى، فهو المُحافِظُ والخالُ ([16])

أَمِنْ خدّها الورديّ أَفتَنك الخالُ ([17]) وأومضَ بَرْقٌ مُحيّا جَمالِهارَعى اللهُ ذيّاكَ القوامَ، وإنْ يكنْمَهاةٌ بأمّي أفتديها ووالديأرَتْنا كثيباً فوقَهُ خَيْزُرانةٌولَمّا تولّى طرفُها كلَّ مُهْجةٍولي شيمةٌ طابتْ ثناءً وعِفّةًوظبيةِ حُسْنٍ مُذْ رأيتُ ابتسامَها وإنْ ناشدَتْكَ الغِيْدُ عنّي فقُلْ: على
العجوز:
ـ ذكر الفيروز آبادي سبعين معنى لكلمة (عجوز)، ومن أشهر معانيها:
الإبرة / الأرض / الأرنب / الأسد / الأَلْف من كل شيء / البئر / البحر / التاجر / التُّرْس / الثور / الجائع / الجَعْبَة / الجَفْنة / الجُوع / جهنّم / الحَرْب / الحُمّى / الخَمْر / الخَيْمة / الدِّرْع / الداهية / الدنيا / الذئبة / الراية / السفينة / السماء / السَّنة / الشمس / الشيخ والشيخة / الصَّومعة / الضَّبُع / العَقْرب / القوس / الكتيبة / المَنيَّة / الغُراب / النَّخْلة / القِدْر / الفَرَس / الأنف...الخ. [انظر تاج العروس (9/ 287، مادة (ع ي ن)].
3ـ فوائده:
1ـ الاقتصاد في استعمال الألفاظ (فهو يسير بعكس الترادف).
2ـ إراحة الذاكرة (لأنّ وضْع اسمٍ لكلّ شيء يُحمِّل الذاكرةَ عبئاً ثقيلاً).
3ـ يُساعد المتكلم علىالتمويه (أو يُخلّص من الحَرَج) ([18]).
4ـ يمنح الكلام رشاقة وظَرْفاً (يجعل السامع يفكّر ليصل إلى المراد)، مثال ذلك ما قاله الخليلُ:
إذْ رَحَلَ الجيرانُ عند الغُروبْ ([19])ودَمْعُ عَيْنَيَّ كفيضِ الغُروب ([20])تَفْتَرُّ عن مثلِ أقاحي الغُروب ([21]

يا ويْحَ قلبي من دواعي الهوىأَتْبَعْتُهم طَرْفي وقد أَزمعُوابانُوا، وفيهم طَفْلَةٌ حُرَّةٌ
4ـ عيوبه:
1ـ ينشر الغموض في الكلام ويُحدِث اللبْس فيه.
2ـ يقلّل من الثروة اللفظية.
3ـ لا يفهمُه إلاّ المتبحّر في اللغة ([22]).
5ـ الخلاف حوله:
ـ اعترف بوجوده بعضُ العلماء، ومنهم سيبويهِ ([23]) وابنُ فارسٍ والثَّعالبيُّ.
ـ وأنكره ابن دُرُسْتُوْيَه ([24])... واستدل على ذلك بمعاني الفِعل (وَجَدَ) ([25])، إذ قال: (ظنّ من لم يتأمّلِ المعاني، ولم يتحقّقِ الحقائقَ، أنّ هذا لَفْظ واحدٌ قد جاء لمعان مختلِفة، وإنما هذه المعاني كلُّها شيءٌ واحد، وهو [إصابة الشيء خيراً كان أم شراً]، ولكن فرّقوا بين المصادر ([26])، لأن المفعولات مختلفة.
ـ واعتدل بعضُهم كأبي عليّ الفارسيّ ([27])، فقال: (اتفاق اللفظين، واختلاف المعنيين ينبغي ألاّ يكون قصْداً في الوضع ولا أصلاً، ولكنّه من لغات تداخلتْ ، أو أن تكون لفظةٌ تُسْتعمل للمعنى ثم تُستعار لشيءٍ، فتكثرُ وتصيرُ بمنزلة الأصل).
* ملاحظة: حجة ابن درستويه ([28])، في إنكاره للمشترك / المترادف / الأضداد واحدة، قال: (وليس إدخالُ الإلباس في الكلام من الحِكمة والصواب، وواضعُ اللغة ـ عز وجل ـ حكيمٌ عليم، وإنما اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني...).
6ـ كيف نشأ المشترك:
ـ بوسعنا تلخيص أسباب نشوء المشترك في الأمور التالية:
أ ـ تداخل اللغات: فبعض أمثلة المشترك جاءها الاشتراكُ من اختلاف القبائل في استعمالها، ثم جاء جامعو المعجمات، فضمّوها والّفوا بينها، ونسي الناسُ أنها من مصادرَ مختلفة، ومن أمثلة ذلك ([29]).
ـ [الألْفَت]: هو (الأحمق عند بني (قيس)، وهو (الأَعْسر) عند بني تميم.
ـ [السَّليط]: هو (الزَّيت) عند (عامة العرب)، وهو (دُهْن السِّمسم) عن أهل (اليمن).
ـ [الصقر]: هو (الطائر الذي يُصاد به) عند (عامة العرب)، وهو الدِّبس) عند أهل (المدينة).
ب ـ الأخذ عن الأعاجم:
ـ [السُّور] هو (الحائط) عند العرب، وهو (الطعام) عن الفُرْس ([30]).
ج ـ الإبدال:
ـ [حنَك] تأتي بمعنى (سَواد) كما في قولهم: (حنَكُ الغراب) أي شدّة سواده، والأصل (حَلك الغراب) باللام، ولكن إبدال اللامِ نوناً جعل الكلمةَ تدخل في مادة (ح ن ك).
ـ [وِصْر] بمعنى (صكّ / عهد)، ولكن إبدال الراء لاماً جعل الكلمةَ تدخل في مادة (و ص ل)، لذلك يقولون في العامية: (وصل / إيصال).
د ـ القلب المكاني:
ـ [المُعارضة] بمعنى (المحاكاة)، كما في قولهم: (عارض فلان قصيدةَ فلان)، والأصل ـ في اعتقادي ـ (ضارع) ([31])، ولكن القلب المكانيّ أصابها.
ـ [أسلوب] بمعنى (طريق، هو عندي من مقلوب مادة (س ب ل) ([32]).
هـ التطور الدلالي:
ـ [العين] بمعنى (الجاسوس) معنى ثانويّ، والأصل هو (الباصرة).
ـ [الدليل] بمعنى (القلْب) معنى ثانوي، والأصل هو (المرشد).
و ـ حذف المضاف إليه:
ـ عين الماء = العين.
ـ عين الشمس = العين.
7ـ ملاحظات على المشترك اللفظي:
أ ـ الاشتراك ظاهرة لغوية عالمية (= ليست قصراً على العربية) ([33]).
ب ـ بعضهم (كإبراهيم أنيس) لا يَعُدّ ما بينَه ارتباطٌ من المشترك ([34])، بل يقصره على ما ليس بينه ارتباط، مثل: جُبْن بمعنى (خوف) وجُبْن بمعنى (Cheese).
ومثل: أرض بمعنى (Earth) وأرض بمعنى (رِعْدة).
ج ـ وقد وَرَدَ المُشتركُ اللفظيُّ في القرآن الكريم، فكلمة (قَضَى) تأتي بمعان مختلفة، منها:
ـ قضى = فَرَغ من: { } [البقرة 200].
ـ قضى = أَمَرَ: { } [البقرة 117].
ـ قضى = فَصَل: { } [الأنغام 58].
ـ قضى = وصَّى: { } [الإسراء 23].
ـ قضى = أمات: { } [القصص 155].
ـ قضى = خَلَق: { } [فصلت 12].
ـ وقد اشتمل كتاب (الإتقان) للسيوطي على تفصيلٍ للمعاني التي يدلُّ عليها كل من الألفاظ التالية ([35]): (الهدى) (السوء) (الصلاة) (الرحمة) (الفِتْنة) (الرُّوح) (القضاء) (الذِكر) (الدعاء) (الإحصان).
ـ وممن ألفوا في المشترك القرآني (مُقاتل بن سُليمان) و (ابن الجَوْزي) و (ابن الدامغاتي) و (ابن فارس) وسواهم.
ـ وجعل بعضُ العلماء ([36]) المشتركَ اللفظيَّ من (معجزات القرآن ؛ حيث إنّ الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجهاً أو أكثرَ أو أقلَّ ولا يُوجد ذلك في كلام البشر).
وقد ألّف السيوطي ([37]) في المشترك القرآني كتاباً سماه (مُعْتَرك الأَقران في مُشْتركِ القرآن).
* * * * *
([1]) في الإنكليزية مثلاً، تأتي كلمة monitor بمعنى (جهاز مراقبة) / (عريف الصف) / (المرشد) / (الوَرَل) / (السفينة) . وفي الفرنسية تأتي كلمة: Cave بمعنى (كهف) و (أحمق)، وتأتي كلمة: Canon بمعنى (مِدفع) و(قانون) و (شِعْب).
([1]) كما في العين بمعنى (الباصرة)، والعين بمعنى الجاسوس؛ لأن الارتباط بينهما ظاهر، ومثل الهلال بمعنى (القمر عند طَرَفي الشهر) والهلال بمعنى (قُلامة الظُّفْر) / (نعل الفرَس) / (ألمِنْجل) / (قِطعة الرحى).
([1]) الإتقان (1/ 142 ـ 143).
([1]) الإتقان (1/ 141).
تنصرف إلى عشرين وجهاً أو أكثرَ أو أقلَّ ولا يُوجد ذلك في كلام البشر).
وقد ألّف السيوطي ([38]) في المشترك القرآني كتاباً سماه (مُعْتَرك الأَقران في مُشْتركِ القرآن).
* * * * *
([1]) المزهر (1/ 369).
([2]) المزهر (1/ 372 ـ 375).
([3]) الديدبان: فارسية مُعرَّبة بمعنى الجاسوس.
([4]) تاج العروس (9 / 287) ، مادة (ع ي ن).
([5]) تاج العروس (9/ 287)، مادة (ع ي ن).
([6]) المزهر (1/376).
([7]) نَفْح الأزهار في منتخبات الأشعار ص 20، تأليف: شاكر البتلوني، دار كرم بدمشق، ط 7، ضبطه إبراهيم اليازجي.
([8]) الشعر على الخدّ.
([9]) السحاب.
([10]) البرق.
([11]) التِّيه / الكِبْر.
([12]) أخو الأم.
([13]) الأكمة.
([14]) الكفَن.
([15]) التخيّل / الظنّ / التوهم.
([16]) الأمين / المُخْلِص.
([17]) العَلم / اللواء.
([18]) استخدم ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأله شخصٌ، وكان ذاهباً إلى الغار مع رسول الله "، قائلاً له: من هذا ؟ فقال أبو بكر: هذا رجلٌ يهديني السبيل.
([19]) عكس الشروق.
([20]) جمع (غَرْب) وهو الدلو.
([21]) جمع (غَرْب) وهو المنخفض من الأرض.
([22]) ولذلك استُخدم في (التورية والإلغاز) [انظر المزهر 1/369].
([23]) الكتاب (1/8).
([24]) المزهر (1/ 384).
([25]) وله في اللغة 3 معان : رأى، حزن، أَحبّ.
([26]) وِجدان، وَجْد، مَوْجِدَة.
([27]) المخصّص (3/ 259).
([28]) المزهر (1/ 385).
([29]) المزهر (1/381).
([30]) وقد استعمله رسول الله "، فقال: >يا أهل الخندق قوموا، فقد صنع جابرٌ سُوراً< [القاموس المحيط، مادة س و ر].
([31]) أي شابه وماثل.
([32]) ومن مفرداتها كلمة (سبيل) أي طريق.
([33]) في الإنكليزية مثلاً، تأتي كلمة monitor بمعنى (جهاز مراقبة) / (عريف الصف) / (المرشد) / (الوَرَل) / (السفينة) . وفي الفرنسية تأتي كلمة: Cave بمعنى (كهف) و (أحمق)، وتأتي كلمة: Canon بمعنى (مِدفع) و(قانون) و (شِعْب).
([34]) كما في العين بمعنى (الباصرة)، والعين بمعنى الجاسوس؛ لأن الارتباط بينهما ظاهر، ومثل الهلال بمعنى (القمر عند طَرَفي الشهر) والهلال بمعنى (قُلامة الظُّفْر) / (نعل الفرَس) / (ألمِنْجل) / (قِطعة الرحى).
([35]) الإتقان (1/ 142 ـ 143).
([36]) الإتقان (1/ 141).
([37]) الإتقان (1/141).
([38]) الإتقان (1/141).